مشاركة

السيد محمد بستكي، مستشار

شكراً السيد الرئيس،

أود بدايةً أن أهنئكم على توليكم رئاسة أعمال اللجنة الثانية خلال الدورة الثامنة والسبعون للجمعية العامة، متمنين لكم التوفيق والنجاح خلال ترأسكم لأعمال اللجنة.

وصلنا لمنتصف الطريق نحو أجندة 2030، وما زلنا بعيدين عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة. يجب علينا تكثيف الجهود وشحذ الهمم لتقوية التعاون الدولي، وتبني رؤى مشتركة لتحقيق أهدافنا المرجوة.

تبقى دولة الإمارات دائماً على قدر المسؤولية وواجهت التحديات من خلال استشراف المستقبل والاستعداد له. والتقدم الكبير الذي حققته في 50 عاماً يستند إلى القناعة الراسخة بأهمية الشراكات لتحقيق النجاح.

 إن بلادي ملتزمة بدعم العمل الجماعي للدول الأعضاء نحو تحقيق الطموحات وحماية المكتسبات التي تمت نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وفي هذا الإطار، ستستضيف دولة الإمارات مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28) في إطار (UNFCCC)، والتي ستعقد في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من هذا العام 2023. يجب أن نواجه الحقائق بشجاعة، نحن بحاجة إلى خفض الانبعاثات بنسبة 43٪ بحلول عام 2030 وتصحيح المسار بشأن التكيف والتمويل بما يشمل “صندوق الخسائر والأضرار”. ستعمل رئاسة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف على ضمان استجابة العالم لخطة عمل واضحة وفعالة، ونريد أن يكون المؤتمر نقطة التحول التي ينتقل فيها العالم من الطموح إلى العمل.

كما يمثل التحول للطاقة المتجددة والنظيفة من أولويات دولة الإمارات، وتقدم بلادي نموذج فريد في المساعي العالمية الهادفة لتحقيق انتقال منظم وعادل ومسـؤول في قطاع الطاقة، ونوضح أن هذا الانتقال ليس عبئاً وإنما فرصة لتحقيق نمو شامل ومستدام، وتتزامن هذه الأنشطة والالتزامات مع إعلان هذا العام عام الاستدامة في دولة الامارات.

تبذل بلادي جهودًا حثيثة في هذا المجال، حيث تم الإعلان مؤخراً عن استكمال المرحلة السادسة من مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية الذي يعد أكبر مجمع للطاقة الشمسية في العالم في مكان واحد باستخدام نموذج المنتج المستقل للطاقة، وستبلغ طاقته الإنتاجية 5000 ميغاوات بحلول 2030 باستثمارات تتجاوز 13 مليار دولار. وتماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين تخطط دولة الامارات لأن تكون ضمن الدول الرائدة في تصدير الهيدروجين بحصة تصل إلى 25٪ من سوق الهيدروجين العالمي بحلول 2030. كم تم الإعلان عن مشروع “حبشان” لاحتجاز الكربون والذي يعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وغيرها الكثير من المشاريع والمبادرات التي تعمل على خفض الانبعاثات.

وتؤكد دولة الامارات على أهمية تطوير أداء مؤسسات التمويل الدولية والبنوك متعددة الأطراف مما سيسهم في إحداث فرقاً كبيراً في دعم الدول المتضررة، وخاصة النامية، لمواجهة تداعيات التغير المناخي، وذلك من خلال توفير مزيد من التمويل بشروط ميسرة، وتخفيف المخاطر، وجذب رأس المال من القطاع الخاص. سيعمل مؤتمر الاطراف على دراسة عدد من الآليات الإضافية لزيادة تدفق التمويل من القطاع الخاص إلى الدول المتضررة جراء تغير المناخ.

السيد الرئيس،

أختتم كلمتي أمامكم بالتأكيد على أن دولة الإمارات ستواصل جهودها وعملها باتجاه حصاد تقدم ملموس في كافة القضايا العالمية الملحة، ساعيةً بالوقت ذاته على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وشكراً.