السيد الرئيس،
بدايةً، نشكر رئيس اللجنة على جهوده في إدارة أعمال هذا الاجتماع.
لقد اجتمع زعماء العالم في نيويورك منذ أسبوعين لبحث سبل تسريع التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويُعد آخر تقرير صدر حول المساواة بين الجنسين تذكيراً مهماً بشأن ضرورة اتباع نهج شامل للنهوض بالنساء والفتيات. نهج يتجاوز الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة ويتطلع لأبعد من ذلك، بحيث يشمل معالجة أوجه عدم التكافؤ في حصول النساء والفتيات على الخدمات في كافة المجالات، وخاصة الصحة والتعليم والطاقة النظيفة، بجانب توسيع نطاق الإجراءات التي نتخذها لتعزيز الأدوار المختلفة للمرأة.
وفي هذا السياق، تود دولة الإمارات تسليط الضوء على ثلاث جوانب هامة؛
أولاً، من المهم الاستمرار في تعزيز مشاركة المرأة في الاقتصاد بشكل متساوٍ، لأهمية ذلك في تمكينها من المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة في جميع نواحي المجتمع، بالتوازي مع تنفيذ السياسات المتعلقة بالمساواة في الأجر بين الجنسين عند القيام بذات العمل، والتي من أجلها أدخلت الدولة تعديلات في تشريعاتها المحلية. فدولة الإمارات تحتل الآن المرتبة الثامنة على مستوى العالم وفقاً لأحدث تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بشأن الفجوة بين الجنسين. كذلك نؤمن بأهمية إشراك كافة الجهات الفاعلة في الدولة، سواء الحكومية أو الخاصة، في الجهود الرامية لتحقيق الهدف المشترك المتعلق بتعزيز أوضاع النساء والفتيات في المجتمع. ويسرنا أن نشير هنا إلى انضمام شركات جديدة في العام الماضي، ومنها شركات متعددة الجنسيات، في التوقيع على التعهد الذي أطلقه مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، الجهة الاتحادية المسؤولة عن تطوير وتنفيذ جدول أعمال التوازن بين الجنسين في بلادي، بشأن تسريع الدور القيادي للمرأة في القطاع الخاص في دولة الإمارات، وذلك في إطار الهدف الخامس من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وبهذا، يصل إجمالي الشركات التي وقعت على التعهد 65 شركة.
ثانياً، إن تزايد المخاطر الناجمة عن تغير المناخ قد يدفع ما يصل إلى 158 مليون امرأة وفتاة إلى حافة الفقر بحلول عام 2050 مما يُذكرنا بضرورة وضع النساء والفتيات في صلب أي إجراءات تهدف إلى تسريع العمل المناخي. وسعياً إلى تعزيز المساواة بين الجنسين في مجال التحول العادل للطاقة، سيتم إطلاق الشراكة المعنية بالمساواة بين الجنسين والتحول العادل للطاقة أثناء استضافة الدولة للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) وذلك في يوم المساواة بين الجنسين في ديسمبر المقبل، بحيث سيتم دعم هذه الشراكة من خلال تحسين تدفقات التمويل لدعم العمل المناخي الذي تقوده النساء، وتحسين جودة البيانات المصنفة حسب الجنس.
ثالثاً، تُعتبر الجهود الإقليمية أداة رئيسية في دفع تنفيذ الأطر الدولية الرامية إلى حماية النساء والفتيات وتعزيز مشاركة المرأة الكاملة والمتساوية والهادفة في جميع مجالات المجتمع، بدءاً من التعليم ووصولاً إلى السياسة والاقتصاد. ومن هذا المنطلق، استضافت دولة الإمارات إطلاق الإعلان العربي لمكافحة جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات الذي اعتمدته جامعة الدول العربية في مارس 2022، كما نستضيف المبادرة المشتركة للشيخة فاطمة بنت مبارك وهيئة الأمم المتحدة للمرأة بشأن المرأة والسلام والأمن، والتي تتولى تدريب الطالبات وتقديم الدعم للقطاعات الأمنية المُراعية للمنظور الجنساني في المنطقة وذلك في إطار سعينا المشترك لتعزيز دور المرأة كمحرك للتنمية والسلام في المنطقة.
وفي الختام السيد الرئيس، تؤكد دولة الإمارات على أنها ستظل شريكاً ثابتاً في الجهود المحلية والإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز وحماية النساء والفتيات. فالتقدم المحرز في مجال تمكين النساء والفتيات بدولة الإمارات هو بفضل الدعم والتوجيه المستمرين من جانب سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك. كما تواصل بلادي دعمها لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، حيث تعهدنا في يونيو الماضي بتقديم مساهمة قدرها 15 مليون دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وشكراً