مشاركة

يلقيه سعادة السفير عمران شرف، رئيس لجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية

السادة أعضاء الوفود المشاركة الموقرين،

يطيب لي أن أخاطب لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) بصفتي رئيساً للجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية للفترة 2022-2023. وأود أنا وزميلتي وزميلي في مكتب اللجنة، السيدة جيني تابيو من فنلندا، بصفتها النائبة الأولى لرئيس اللجنة، والسيد أوليغ فينتسكوفسكي من أوكرانيا، بصفته النائب الثاني للرئيس والمقرر، وإذ نعرب عن خالص تقديرنا للسيد ماريوس-إيوان بيزو من رومانيا، الذي أدار بمهارة أعمال اللجنة على مدى السنتين الماضيتين في ظل الفترة الصعبة للجائحة، وذلك برفقة أعضاء مكتبه في تلك الفترة، السيد فرانسيس تشيزيا من نيجيريا والسيد نيكولاس بوتيرو فارون من كولومبيا.

السادة أعضاء الوفود المشاركة الموقرين،

يقدم تقرير لجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية عن دورتها الخامسة والستين، المضمّن في الوثيقة A/77/20، والمعروض أمامكم، لمحة عامة وشاملة لأعمال اللجنة وهيئتيها الفرعيتين خلال هذا العام.

من جانبي، أثني على أداء رؤساء اللجنتين الفرعيتين ورؤساء فرق العمل، والتي تم إدارتها بتفاني من قبل مسؤولين وخبراء من أستراليا وألمانيا وباراغواي وبولندا وجنوب أفريقيا وسويسرا والمملكة المتحدة والهند.

نجاحنا هو نتاج للعمل الجماعي.

السادة أعضاء الوفود المشاركة الموقرين،

اسمحوا لي باغتنام الفرصة لأعرب عن تقديري لمكتب شؤون الفضاء الخارجي على دعمه المتميز لمساعينا المتواصلة وذلك بصفته أمانة اللجنة وهيئتيها الفرعيتين.

ويسرني الإشارة إلى الأنشطة التي يختص بها المكتب في نطاقه كأمانة تنفيذية للجنة الدولية المعنية بالنظم العالمية لسواتل الملاحة وندوة مقدمي الخدمات التابع لها، وسكرتاريا الفريق الاستشاري المعني بالتخطيط للبعثات الفضائية، وسكرتاريا اجتماع الأمم المتحدة المشترك لوكالات الفضاء؛ وكذلك عمله على تنفيذ برنامج الأمم المتحدة للتطبيقات الفضائية وبرنامج الأمم المتحدة لاستخدام المعلومات الفضائية في إدارة الكوارث والاستجابة في حالات الطوارئ (برنامج سبايدر)؛ ولمتابعته لسجل الأمم المتحدة للأجسام المطلقة في الفضاء الخارجي؛ واختصاصه بمسؤوليات الأمين العام بموجب معاهدات الأمم المتحدة ومبادئها المتعلقة بالفضاء الخارجي والقرارات ذات الصلة؛ ودعمه للدول الأعضاء في حوكمة خطة “الفضاء 2030”.

لقد سرّني العمل مع المكتب في تعزيز التعاون الدولي على استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه لما فيه خير البشرية جمعاء.

السادة أعضاء الوفود المشاركة الموقرين،

يصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والستين لإطلاق أول قمر اصطناعي من صنع الإنسان، سبوتنيك 1، إلى الفضاء الخارجي، والذكرى الخامسة والخمسين لبدء نفاذ معاهدة الفضاء الخارجي، والذكرى الخمسين لبرنامج أقمار الاستشعار عن بعد الأرضية (لاندسات) والتطور الذي شهده العالم في مجال الاستشعار عن بُعد من الفضاء، بالإضافة إلى مصادفته للذكرى الخامسة عشرة لاعتماد اللجنة للمبادئ التوجيهية لتخفيف الحطام الفضائي.

ولهذه الغاية، سنحتفل عام 2023 المقبل بالذكرى السنوية الستين لمشاركة المرأة في رحلة بشرية إلى الفضاء وبمرور خمسة وعشرين عاماً على إطلاق أول عنصر في محطة الفضاء الدولية. والاحتفال بهذه المناسبات يبرز أهمية التعاون الدولي في استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية لما فيه خير للبشرية ويتيح فرصة للنظر في توسيع نطاق المساهمة لأنشطة الفضاء الخارجي في أجندة التنمية العالمية.

هذا وقد ثبت الاعتماد الوثيق لعالمنا على الأنظمة الفضائية؛ ومع ازدهار الأنشطة الفضائية، والجهات الفاعلة في المجال، زاد التنوع والتعدد أكثر من أي وقت مضى، ومنها أنشطة إدارة جائحة كوفيد-19 وجهود التعافي التي أظهرت اعتمادنا على البنى التحتية للأقمار الاصطناعية وعلى القدرات التكنولوجية والتطبيقات الفضائية في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية؛ الأمر الذي يشجعنا على بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون الدولي والرفع من مستوى استخدام تكنولوجيات الفضاء لأغراض التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتصدي للتحديات العالمية.

ومع اعتماد الجمعية العامة في عام 2021 لخطة “الفضاء 2030”: الفضاء باعتباره محركاً للتنمية المستدامة وخطة تنفيذها، أصبحت لدى الدول اليوم استراتيجية استشرافية لتأكيد ودعم مساهمة الأنشطة الفضائية والأدوات الفضائية في تنفيذ الخطط العالمية، ومعالجة الجوانب الإنسانية المتعلقة بالتنمية المستدامة طويلة الأمد.

السادة أعضاء الوفود المشاركة الموقرين،

لقد حققت اللجنة وهيئتاها الفرعيتان هذا العام إنجازات هامة يعرضها التقرير A/77/20. ومن الأمثلة الرئيسية عليها، اتفاق فريق العمل المعني باستدامة أنشطة الفضاء الخارجي في الأمد البعيد التابع للجنة الفرعية العلمية والتقنية، وفريق العمل المعني بالجوانب القانونية للأنشطة المتعلقة بالموارد الفضائية التابع للجنة الفرعية القانونية، على آلية وخطط عملهما واعتمادها. وقد اتفق فريق العمل المعني باستخدام مصادر الطاقة النووية في الفضاء الخارجي على تمديد خطة عمله المتعددة السنوات حتى عام 2023.

وكذلك وضع فريق العمل المعني بالفضاء والصحة العالمية الصيغة النهائية للتقرير عن أعماله وذلك في إطار خطة عمله المتعددة السنوات، وأوصى بإنشاء شبكة ومنصة للفضاء والصحة العالمية، ووضع نص مشروع القرار لكي ننظر فيه في هذه الدورة. وعلاوة على ذلك، فقد أكمل فريق الخبراء المعني بطقس الفضاء ثماني سنوات من العمل وقدم تقريره النهائي.

وسأعرض، في فريق العمل التابع للجنة الرابعة، مشروع القرار الشامل الذي يغطي اتفاقيات اللجنة ولجنتيها الفرعيتين، وكذلك مشروع القرار المتعلق بالفضاء والصحة العالمية.

السادة أعضاء الوفود المشاركة الموقرين،

هدفنا من هذه اللمحة العامة الموجزة إبراز التزام وتفاني الدول الأعضاء في اللجنة. ولا بد لنا الآن أن نواصل جهودنا لتعزيز دور اللجنة ولجنتيها الفرعيتين، بدعم من مكتب شؤون الفضاء الخارجي، بصفتها منصة فريدة لتعزيز الحوار والتعاون.

إن تعزيز الشراكات والحوار بين الدول ذات البرامج الفضائية المتقدمة والحديثة، وتشجيع المشاركة في الأنشطة الفضائية، بمختلف الوسائل والمبادرات لبناء القدرات، تعد أموراً محورية في مسعانا المشترك من أجل البشرية جمعاء.

شكرا جزيلاً لاهتمامكم.