تلقيه الآنسة مريم السركال، ملحق دبلوماسي
السيدة الرئيسة،
يسرني المشاركة في جلسة اليوم التي تستعرض دور البعثات السياسية الخاصة. وبداية أود أن أضم صوت بلادي للبيان الذى ألقته المملكة المغربية الشقيقة بالإنابة عن حركة عدم الانحياز. كما نقدم جزيل الشكر للسيد ميروسلاف جينكا، مساعد الأمين العام لأوروبا ووسط آسيا والأمريكتين، وللسيد/ أتول كهاري وكيل الأمين العام للعمل الميداني على جهودهما المستمرة والمكرسة لتعزيز أداء البعثات السياسية الخاصة.
السيدة الرئيسة،
تمثل البعثات السياسية الخاصة للأمم المتحدة أداة مهمة لتحقيق الاستقرار والسلام في مناطق مختلفة من العالم. وهناك حوالي 40 بعثة سياسية خاصة حول العالم تعمل على مهام مختلفة كحماية المدنيين وبناء السلام، وحل النزاعات وإعادة التأهيل في المناطق المتأثرة بالصراعات والحروب. يعكس هذا العدد على أهمية هذه البعثات ودورها في تعزيز الأمن وتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي والنمو الاجتماعي ووصولاً إلى الاستدامة البيئية ويمكن الدول المتأثرة من الازدهار.
نود أيضًا أن نشكر المكسيك وفنلندا على الدور الفعّال الذي قاموا به كميسرين لمشروع القرار المتعلق بالبعثات السياسية الخاصة خلال دورة الجمعية العامة رقم 78.
السيدة الرئيسة،
خلال عضوية دولة الإمارات في مجلس الأمن لعام 2022 و2023، انخرطت بلادي في العديد من المناقشات المتعلقة بالبعثات السياسية الخاصة، واطلعنا عن قرب على تفاصيل عملها وما تقدمه العديد من هذه البعثات من قيمة مضافة عبر دعمها للحكومات والشعوب في جهودهم المتعلقة بحل النزاعات، وإرساء الأمن، إلى جانب الدفع قدماً بالعمليات السياسية. وعلى وجه الخصوص، نشيد بالدور الذي تقوم به البعثات المختصة في منع الصراعات مثل مكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا ومكتب الأمم المتحدة الإقليمي في وسط أفريقيا والبعثات المعنية بحل الصراعات من خلال تسهيل الحوار السياسي بين الأطراف المتنازعة كبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والتي تدعم مسار التسوية السياسية الشاملة في ليبيا بقيادة الأشقاء الليبيين الذين يتولون زِمامَ أمورِها. كما أن البعثات التي تعمل على التعافي بعد النزاعات لها دور مهم في تحقيق الاستقرار ومنها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، يونامي، والتي كان لها دوراً هام خلال السنوات العشرين الماضية في دعم العراق في مسيرته نحو التعافي وبناء مستقبل مزهر.
كما تعلمون فإن نشوب النزاعات وتفاقمها يأتي في العديد من الأحيان كنتيجة لانتشار التطرف والكراهية والعنصرية، وفي هذا السياق، نشدد على ضرورة قيام البعثات السياسية الخاصة برصد خطاب الكراهية والعنصرية وأعمال التطرف، وهو ما أقره مجلس الأمن حين اعتمد في يونيو الماضي قراره التاريخي رقم ألفان وستمائة وستة وثمانون، بشأن التسامح والسلم والأمن الدوليين، ضمن مبادرة لعبت بها كل من دولة الإمارات والمملكة المتحدة دوراً رائداً.
السيدة الرئيسة،
على الرغم من الجهود التي تبذلها هذه البعثات، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة في أداء مهامها. أحد هذه التحديات هو التعقيد السياسي والأمني في المناطق التي تنشط فيها، حيث أنه في العديد من الحالات هناك صراعات وتوترات تتطلب توجيه الجهود نحو تحقيق التوافق بين الأطراف المتنازعة. ومن المهم مراعاة الأوضاع والظروف الفريدة لكل منطقة لتقديم الدعم الضروري بشكل فعّال، ويتطلب ذلك فهماً كاملاً للمنطقة المعنية تاريخياً وجغرافياً واجتماعياً، وذلك لتتمكن هذه البعثة من تحقيق أهدافها المحددة خلال جدول زمني واضح لأداء وانتهاء مهام هذه البعثات. ونشدد في هذا السياق على أهمية ضمان مشاركة النساء بشكل فعال في البعثات السياسية الخاصة، ومن جانب آخر، من المهم ألا تغفل ولايات البعثات السياسية عن احتياجات النساء في المجتمعات المضيفة. حيث أنه في عام 2021، أبرمت دولة الإمارات العربية المتحدة وإدارة الشؤون السياسية وبناء السلام التابعة للأمم المتحدة اتفاقية تدعم مالياً جهود إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام لمساعدة الدول الأعضاء في منع الصراعات والحفاظ على السلام، وذلك للتركيز على الإدماج الكامل والمتساوي والهادف للمرأة في جميع العمليات السياسية وعمليات السلام. كما قدمت دولة الإمارات مبلغ 400 ألف دولار أمريكي في كل من 2021 و2022 لدعم مشاريع إدارة بناء السلام في هذا الجانب، والتي ساهم في تعزيز الحوار الشامل ومشاركة المرأة في جهود صنع السلام وبناء السلام إلى جانب دعم استخدام التكنولوجيات والابتكارات الجديدة من أجل السلام.
أينما وجدت هذه البعثات السياسية الخاصة لابد من أن تحترم السيادة الوطنية التي تعمل فيها وذلك من خلال التنسيق الكامل مع الدول المضيفة والدول المتأثرة والمنطقة الإقليمية.
السيدة الرئيسة،
في الختام، يظل دور البعثات السياسية الخاصة للأمم المتحدة حيوياً في حل النزاعات ومنعها لتعزيز السلام والأمان العالميين. نثمن جهود هذه البعثات وندعو إلى دعمها وتعزيز كفاءتها لتحقيق أهدافها وتعزيز السلام والاستقرار في المناطق المعنية. كما ندعو إلى الاستمرار في تحسين أداء هذه البعثات من خلال مراجعة وتقييم عملها ويشمل ذلك البعثات التي تم إغلاقها حيث لابد من تحديد مجالات التحسين التي ترفع من كفاءات البعثات السياسية الخاصة.
وشكراً، السيدة الرئيسة.