مشاركة

المستشار العسكري لبعثة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة ،يلقيه العقيد الركن طيار/ ماجدخميس الناخي

شكراً السيد الرئيس،

أود في البداية أن أعرب عن تأييد وفد بلادي للبيان الذي أدلت به المملكة المغربية بالنيابة عن حركة عدم الانحياز. كما أشكر كل من وكيل الأمين العام لعمليات السلام، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الدعم الميداني، وكذلك إدارة الاستراتيجيات والسياسات الإدارية والامتثال، على جهودهم ومداخلاتهم القيمة، مؤكداً دعم بلادي الكامل لهم، وكذلك دعمنا الكامل للأمين العام ولمبادرته المعنية بالعمل من أجل حفظ السلام.

السيد الرئيس،

تعتبر بعثات حفظ السلام عنصراً حيوياً في تنفيذ الأمم المتحدة لمسؤوليتها المتعلقة بصون السلم والأمن الدوليين. كما تُعد هذه العمليات من أبرز أنشطة المنظمة. وأود أن أؤكد في هذا الصدد على التزام بلادي بدعم عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام ومواصلة هذا الدعم في المستقبل.

إن اعتماد التقرير التوافقي للجنة الأربعة وثلاثين C34 يُعتبر أحد وسائل تعزيز عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام. إذ من المهم جداً توفير إرشادات حديثة ودقيقة للأمانة العامة للمحافظة على قدرة عمليات حفظ السلام على تحقيق أهدافها. ويسرني أن أنتهز هذه الفرصة لتوجيه الشكر إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة على جهودها في متابعة تنفيذ التوصيات الصادرة عن تقرير لجنة الأربعة والثلاثين.

السيد الرئيس،

أود التركيز في بياني اليوم على النقاط الهامة التالية:

أولاً، التأكيد على المساهمة الفعالة للنساء العاملات في حفظ السلام، وهي الحقيقة التي تتفق عليها الأمم المتحدة وجميع الدول الأعضاء، وعلى الرغم من ذلك فإن أعداد مشاركة النساء في عمليات حفظ السلام لا تزال منخفضة، مع نموِ محدود خلال السنوات الماضية. وعليه يجب علينا دعم الاستثمار في بناء قدرات النساء في هذا الصعيد، على كافة المستويات، لذلك تواصل الإمارات دعم تدريب المجندات من إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط من خلال مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك للسلام والأمن للمرأة. حيث تم إطلاق هذا البرنامج بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ولكي نرفع عدد حفظة السلام من النساء، يجب أن نضمن حصولهن على التدريب الملائم منذ بداية مسارهن المهني في قطاع الأمن وحفظ السلام.

ثانياً، أهمية استغلال الطاقة المتجددة حيث توفر فرصاً عديدة لبعثات حفظ السلام. حيث إن أغلب البعثات تعتمد في الوقت الحالي على الآليات التي تستخدم الوقود التقليدي، إن ادخال هذه البعثات لمصادر الطاقة المتجددة في مصفوفة الطاقة الخاصة بعملياتها سيؤدي لتقليل المخاطر. كما أن استخدام الطاقة المتجددة سيساعد على تحقيق فوائد بالغة الأهمية أبرزها تخفيض التكاليف التشغيلية، وتقليل الانبعاثات على الاحتباس الحراري ويعد الدعم المستمر من مجلس الأمن لتحقيق الهدف المتعلق بالطاقة المتجددة المتمثل في استخدام الأمم المتحدة للطاقة المتجددة بنسبة 80٪ بحلول عام 2030 أمراً بالغ الأهمية. وانطلاقاً من ذلك، قامت بلادي بتنظيم مناقشات مثمرة في يناير الماضي على هامش الجمعية العامة لوكالة للطاقة المتجددة أيرينا، بالتعاون مع النرويج عبر مشروع Powering Peace، لإدخال الطاقة المتجددة في عمليات حفظ السلام المستقبلية للأمم المتحدة. وقد قامت دول عديدة تستضيف بعثات حفظ السلام بالتوقيع على اتفاق ينص على استخدام الطاقة المتجددة في عملياتها.

ثالثاً، لقد شاركت دولة الإمارات مؤخراً في عدد من المبادرات لتعزيز الدعم المقدم منها إلى عمليات حفظ السلام. فعلى سبيل المثال، استضافت بلادي المؤتمر السنوي لمفوضي الشرطة التابعين للأمم المتحدة، والذي عُقد لأول مرة خارج مقر الأمم المتحدة. كما ترحب بلادي برعاية ودعم القمة الرابعة لرؤساء شرطة الأمم المتحدة المقرر عقدها في عام 2024، التي لطالما لعبت دورا أساسيا في تعزيز السلام والأمن والتنمية على الصعيد الدولي، وتفخر دولة الإمارات العربية المتحدة برعاية النسخة الرابعة من هذه القمة.

السيد الرئيس، قبل الختام ومراعاةً للوقت المخصص لمداخلاتنا، أود أن أتطرق بإيجاز لبعض القضايا التي نعتقد أنها تستحق اهتمامنا وتركيزنا. ونتطلع في هذا الصدد إلى الاستماع لآراء الوفود الأخرى حول هذه القضايا الهامة:

  • العمل على ضمان إنجاح العمليات الانتقالية حيث يُعتبر أمراً بالغ الأهمية، خاصة لتجنب حدوث أي فجوات أمنية. ويسعدنا في هذا السياق أن نرى إهتماماً متزايداً من جانب الدول الأعضاء.
  • في ظل انعدام الأمن وتزايد الهجمات الموجهة ضد قوات حفظ السلام، نلاحظ ارتفاع أعداد القتلى إلى مستويات غير مسبوقة وتعود أسباب هذه الزيادة الى تزايد استخدام العبوات الناسفة في الهجمات، وارتفاع حملات التشويه والمعلومات المضللة الموجهة ضد قوات حفظ السلام.
  • كما ترى بلادي أهمية الاستعانة بالتكنولوجيا في عمليات حفظ السلام بشكل أكبر.

السيد الرئيس،

ختاماً، أود أن أغتنم هذه الفرصة لأحيي البلدان المساهمة بقوات عسكرية وأفراد شرطة، والذين يتم نشرهم للعمل في ظل ظروف صعبة وخطيرة، بعيداً عن عائلاتهم، من أجل تنفيذ ولايات مجلس الأمن لتحقيق السلام والأمن الدوليين. كما نحيي أكثر من 4000 شخص فقدوا أرواحهم أثناء تأدية واجبهم تحت راية الأمم المتحدة. ونتطلع إلى العمل مع الدول الأعضاء ومع منظومة الأمم المتحدة من أجل تقوية وتعزيز عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وسد الفجوة في مجال القدرات عبر إنشاء شراكات مستدامة.

وشكراً