مشاركة

يلقيه السيد فهد الحوسني

السيد الرئيس،

يسرني المشاركة في جلسة اليوم حول الممارسات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة، ونؤكد في مستهل البيان على موقف دولة الإمارات الثابت والداعِ إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 عاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والمرجعيات الدولية.

ومن هذا المنطلق، تشدد دولة الإمارات على أهمية تكثيف الجهود الدولية لكسر الجمود في عملية السلام في الشرق الأوسط  ومساعدة الأطراف على العودة الى طاولة المفاوضات للتوصل الى حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية، بحيث ينهي عقوداً من النزاع ويدعم مساعي السلام في المنطقة بأكملها.

ولكن خلق بيئة مؤاتية للسلام يتطلب وقف جميع الاجراءات والممارسات غير الشرعية والاحادية في الأرض الفلسطينية المحتلة والتي تقوض حل الدولتين وتزيد من تأجيج الأوضاع، وفي مقدمتها الأنشطة الاستيطانية لإسرائيل، وسياستها المتعلقة بهدم ومصادرة الممتلكات الفلسطينية، والاقتحامات المتكررة للمدن والقرى.  ولابد أيضاً من وقف الانتهاكات المستمرة والاستفزازية للأماكن المقدسة في الأرض الفلسطينية المحتلة ومنها القدس الشرقية، ونشدد على ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في مدينة القدس الشريف، بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ذات الصِلة، إذ أن احترام قدسية الأماكن المقدسة وحرية ممارسة الشعائر الدينية يعد ركيزة أساسية لتعزيز التعايش السلمي. وتؤكد دولة الإمارات على أهمية احترام وصاية المملكة الأردنية الهاشمية على الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة في مدينة القدس، وعدم المَساس بِسُلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.

السيد الرئيس،

تتطلب الأوضاع الإنسانية الهشة للشعب الفلسطيني، خاصة سكان قطاع غزة مضاعفة الجهود الإغاثية والدعم الدولي، لتفادي مزيداً من التدهور في هذه الأوضاع، كما أن وضع خطط لتحقيق التنمية على المدى البعيد من شأنه أن يساهم في خلق ظروف معيشية واقتصادية وصحية أفضل لسكان القطاع، والذي يعد من أحد أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان حول العالم واعلاها في مستوى البطالة. وتؤكد دولة الإمارات في هذا الصدد على أهمية الحفاظ على التقدم المحرز في الفتح التدريجي لمعابر غزة، والتي لديها القدرة على المساهمة في إنعاش اقتصاد القطاع والاستجابة للاحتياجات الإنسانية للسكان، وعلى رأسها قطاعي الصحة والخدمات.

ومن جانبها، تؤكد دولة الإمارات على موقفها الراسخ والتاريخي في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق  وحقوقه المشروعة، وفضلاً عن الدعم الذي قدمته لمختلف القطاعات في الأرض الفلسطينية المحتلة على امتداد العقود الماضية، وقعت بلادي مؤخراً اتفاقية تعاون مع منظمة الصحة العالمية لدعم مستشفى المقاصد في القدس الشرقية بمبلغ مقداره 25 مليون دولار.

وختاماً، نشدد على ضرورة استمرار المساعي لخفض التصعيد وانهاء التوترات الحالية، ونكرر بأن الدبلوماسية والحوار السلمي هما الخيار الأمثل لإحراز تقدمٍ ملموس في هذه القضية.

شكراً السيد الرئيس.