مشاركة

تلقيه معالي نورة الكعبي
وزيرة دولة

السيدة الرئيسية،

أود بدايةً أن أشكركم على عقد الدورة السابعة والستون للجنة وضع المرأة، ونرحب بتركيزها هذا العام على أهمية سد الفجوة الرقمية لتمكين النساء والفتيات.

السيدة الرئيسة،

ندرك جميعاً الدور الهام الذي تضطلع به التكنولوجيا الرقمية في عالمنا اليوم، لا سيما من حيث تحسين جودة الحياة للمجتمعات وتطوير مختلف المجالات والقطاعات الحيوية. ومع استمرار سعينا لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام ألفين وثلاثين، سيكون للتكنولوجيا والابتكار دوراً أكثر أهمية في بناء مستقبلنا المشترك خاصة في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، الأمر الذي يتطلب ضمان ادماج منظور المرأة في هذه الروابط القائمة بين التكنولوجيا والتنمية، لضمان استدامته. 

ومن هذا المنطلق، تواصل بلادي – وبفضل الدعم المستمر من أم الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، على تمكين المرأة في مجال التكنولوجيا وضمان حصولها على فرص متكافئة. ونود في هذا السياق التركيز على ثلاث مجالات يجب مواصلة التركيز عليها لسد الفجوة الرقمية بين الجنسين:

أولاً، زيادة فرص التعليم والعمل للمرأة وتمكينها من الاضطلاع بدور قيادي في مجالات التكنولوجيا والابتكار. إذ شهدنا خلال جائحة كوفيد كيف ساهمت التكنولوجيا الرقمية في اتاحة الحصول على التعليم والوظائف دون انقطاع. وقد كانت تجربة بلادي خلال الجائحة ناجعة من حيث توسيع مناهج التعليم عن بعد واتاحتها للجميع، حيث أطلقنا العديد من المبادرات والمنصات التعليمية الرقمية، ومنها اطلاقنا مؤخراً “الاكاديمية العالمية للمعلمين الرقميين”، وهي أول مدرسة رقمية شاملة توفر التعليم عن بعد بوسائل مرنة وذكية، حيث تشكل نسبة الطالبات فيها خمسة وخمسون بالمئة.  كما تحرص بلادي على تمكين المرأة في ميادين العلوم، إذ تبلغ نسبة الطالبات في جامعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في الدولة واحد وستين في المئة، ونعمل كذلك على توفير فرص عمل متكافئة للمرأة بعد تخرجها.

ثانياً، الاستفادة من الفرص التي يتيحها العصر الرقمي لتعزيز مشاركة المرأة في المجال السياسي. إذ يمكن للتكنولوجيا إحداث تغييرات ملموسة في مجالي بناء السلام ومشاركة المرأة في عمليات السلام، وذلك من خلال توفير أدوات تساهم في توطيد التعاون بين المجتمعات، وتغيير الصورة النمطية عن المرأة، وإتاحة المجال لها للأعراب عن آرائها وشواغلها. فمثلاً أطلقت بلادي مبادرة “تقنية الواقع الافتراضي” لإتاحة الفرصة للجميع لحضور جلسات المجلس الوطني الاتحادي، والذي وصلت نسبة تمثيل المرأة فيه إلى خمسين في المئة.

ثالثاً، ضمان مشاركة النساء والفتيات في الاستعداد للمستقبل بما يحمله من تحديات وفرص، سواء من حيث التصدي لتغير المناخ أو استكشاف الفضاء الخارجي. ولهذا، حرصت بلادي على أن يكون للنساء والفتيات فرص متكافئة في الحصول على التكنولوجيا المستخدمة في هذه المجالات. فعلى سبيل المثال، وصلت مشاركة المرأة في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ إلى أربعة وثلاثين بالمئة، وشكلت ثمانين بالمئة من الفريق العلمي الخاص بالمسبار، الأمر الذي أتاح للمرأة فرصة المشاركة في صنع القرارات والمساهمة في تطوير التكنولوجيا في هذا القطاع. ونواصل خلال استعداداتنا لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ التأكيد على أهمية إدراج منظور المرأة في جميع مناقشاتنا ذات الصلة، حيث حرصنا على أن تشكل النساء ثلثي الفريق القيادي للمؤتمر، وأن يمثلن أكثر من خمسين في المئة من الفريق الإداري، بهدف ضمان تطبيق نهج شامل ومستدام يشجع على المساواة بين الجنسين.

وختاماً، أود التأكيد على أن سد الفجوة الرقمية بين الجنسين يتطلب شراكة عالمية بحيث نضمن تحقيق أكبر قدر ممكن من النتائج المنشودة، وبالتالي ضمان حصول النساء والفتيات على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على نحو متكافئ وبتكلفة منخفضة. لقد حان الوقت لنكثف جهودنا في هذا الصدد وأن نعمل على قدم وساق لسد هذه الفجوات. ومن جانبا، ستواصل بلادي العمل مع الدول الأعضاء للنهوض بالمرأة وتعزيز فرص الحصول المتكافئ على التقنيات الرقمية لضمان مستقبل أفضل للنساء والفتيات حول العالم.

وشكراً.