السيد الرئيس،
تُعتبر العولمة واحدة من أهم الأدوات التي سرّعت التعاملات بين الدول الأعضاء، وساهمت في تحسين أطر التعاون بينها، بجانب تحقيق التوافق في عدد من القضايا، ورصد التحديات ومواجهتها. وفي إطار العولمة؛ يمكن اعتبار “أهداف التنمية المستدامة” نتيجة لما توصّل إليه المجتمع الدولي لغرض التعاطي مع التحديات التي تواجهه.
لقد أثبتت جائحة “كوفيد-19” وما آلت إليه من نتائج سلبية، خصوصًا على القطاع الاقتصادي، مدى ترابط العالم. وعلى صعيد متصل، فإننا نشهد جميعًا في وقتنا الحاضر أزمات في ارتفاع أسعار المنتجات الأساسية، بجانب التضخم، والذي جاء نتيجةً للأزمات السياسية الحالية التي تعصف بالمجتمع الدولي من حروب ونزاعات تقوض الجهود الدولية في تحقيق الرخاء والازدهار.
وبادرت بلادي بتقديم المساعدات الإنسانية، دون الأخذ بعين الاعتبار لأية اعتبارات سياسية، أو دينية، أو عرقية. وتؤكد دولة الإمارات على أهمية تكاتف المجتمع الدولي لمؤازرة ومساندة الدول النامية، وتعزيز مكتسباتها خصوصًا في ظل الظروف الراهنة.
السيد الرئيس،
تُعد دولة الإمارات واحدة من أهم المحطات التجارية، والاقتصادية، والسياحية العالمية، حيث يقطن على أراضيها أكثر من200 جنسية مختلفة، يعيشون في بيئة يملأها الأمن، والتسامح، والسلام، ويسودها القانون. وقد وضعت دولة الإمارات على عاتقها التزامات للخمسين عامًا القادمة تتضمن المبادئ العشر، والتي تشكل مرجعًا لجميع مؤسساتها لتعزيز أركان الاتحاد، وبناء اقتصاد مستدام، وتسخير جميع الموارد لمجتمع أكثر ازدهارًا. إن هذه الأهداف الهامة لمستقبل الإمارات ترتكز على عدة دعائم منها:
أولا، حرص بلادي على دعمها الثابت للنظام التجاري المتعدد الأطراف. حيث تعتبر دولة الإمارات عضوًا في عدد من المنظمات الدولية المعنية بمتابعة الشؤون التجارية الدولية وتسهيلها مثل: منظمة التجارة العالمية، والمنظمة العالمية للجمارك، والمنظمة السياحية العالمية. كما انضمت بلادي إلى المبادرة المشتركة بشأن التنظيم المحلي للخدمات – وهي مبادرة من منظمة التجارة العالمية، وتنطلق من اللوائح الحالية الواردة في الاتفاقية العامة للتجارة في الخدمات، وتتطلع إلى زيادة شفافية لوائح الخدمات إضافة إلى توضيح وزيادة الاتساق في إجراءات الترخيص وغيرها من الإجراءات.
ثانيا، العمل على تطوير منظومة حماية حقوق الملكية الفكرية باعتبارها مرتكزاً أساسياً لدعم الابتكار والإبداع على مستوى الأفراد والمؤسسات داخل المجتمع وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، بما ساهم في إحداث تطور شامل ونوعي لتشريعات وقوانين الملكية الفكرية.
ثالثا، تؤكد بلادي بأنه ولتحقيق التحول الرقمي بنجاح على مستوى العالم، لا بد من سد الفجوة الرقمية التي تواجه الدول النامية، حيث تمثل تحديًا جوهريًا بالنسبة لأي مبادرة للتحول الرقمي الشامل، وعليه لابد من تقديم الدعم اللازم للدول النامية لمحو الأمية الرقمية. ويمثل تقرير الأمين العام حول “خارطة طريق للتعاون الرقمي” وثيقة هامة للعمل نحو تحقيق هذا الهدف، حيث أن دولة الإمارات ترأست الفريق المعني بنقاش “هيكل التعاون الرقمي”، حيث سلطنا الضوء على أهمية مشاركة الدول النامية وتعزيز صوتها في المناقشات المتعلقة بسد الفجوة الرقمية.
السيد الرئيس،
ختاماً، تود دولة الإمارات التأكيد على أهمية تعزيز العمل الجماعي الدولي، وتوحيد الجهود، والتكاتف لمواجهة كافة التحديات التي تواجه المجتمع الدولي. إن دولة الإمارات تؤمن إيمانا راسخا بأهمية الترابط الدولي والعمل الجماعي نحو تحقيق تنمية خضراء مستدامة توفر الحياة الكريمة لجميع شعوبنا.
وشكراً لكم.