مشاركة

تلقيه سعادة حنان أهلي، مديرة المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء

،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يشرفني أن أمثل مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، للحديث عن نموذج دولة الإمارات الملهم حول موضوع المرأة العربية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، كفرصة استثنائية لإعادة التفكير في نموذج التمكين الاقتصادي.

وفي البداية أود تهنئة المجتمعات الدولية والعربية وأخواتي النساء بيوم المرأة العالمي، والذي يعتبر مزيجاً من شعور الفخر والحماس، الفخر بما تحقق وملأ صداه آفاق العالم من قصص ملهمة، والحماس لما هو قادم على سلم طموح المرأة والذي لا يعترف بالمستحيل. وهنا أهمس في أذن كل امرأة: احلمي، فالأحلام الكبيرة تصنع العظماء واجعلي يقينك بالنجاح أول خطوات الوصول إلى ما تحلمين به. قد يكون الطريق ليس سهلاً، ولكن الإصرار والشغف هما سر النجاح.

إنَّ دعم وتمكين المرأة في مختلف الميادين هو ما تسعى له بلادي، لتوحيد الجهود الرامية إلى تطوير وتعزيز دور المرأة كشريك أساسي في عملية التنمية، ولاسيما في مجالات العلوم المختلفة.

تتنوع أسباب نجاح النموذج الإماراتي، وسأذكر منها ثلاثة عوامل هي:

أولاً: أن الدستور يضمن حصول الجميع، رجالاً ونساء، على فرص متساوية في التعليم، وهو ما تجسد في تشكيل النساء نسبة سبعين في المائة من خريجي الجامعات في دولة الإمارات، كما تشكل النساء نسبة ستة وخمسين في المائة من خريجي الجامعات الحكومية الإماراتية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

ثانياً، أن دولة الإمارات عقدت شراكات مع عدد من المؤسسات التقنية الرائدة في العالم، لدعم النساء والفتيات في ميادين العلوم واعدادهن للمشاركة في هذه المجالات ضمن القوى العاملة في الدولة.  فمثلاً عقدت المؤسسات التعليمية في الدولة شراكات مع مركز جونسون للفضاء، تشمل عدداً من المجالات أبرزها الطاقة، والتكنولوجيا، والهندسة. كما عقد مكتب وزير دولة للذكاء الاصطناعي شراكة مع أكثر من 40 شركة إماراتية وعالمية، بهدف بناء وتأهيل جيل جديد من المبرمجين، وتعزيز قدراتهم في مجالات البرمجة والتكنولوجيا. ولقد نجح هذا البرنامج الوطني لتمكين المبرمجين في دولة الإمارات، في توفير أفضل الحلول المبتكرة لأكثر من 500 تحدٍ في القطاع الخاص، والجدير بالذكر إن 47 بالمائة من هؤلاء المبرمجين المهنيين هم من الإناث.

ثالثاً، أن بلادي تحرص على تعزيز مشاركة المرأة في قطاعات التكنولوجيا، ومنها قطاع الفضاء، حيث تشكل الإناث أكثر من 50 بالمائة من إجمالي القوى العاملة في برنامج الفضاء لدولة الإمارات، و80 بالمائة من الفريق العلمي الخاص بمشروع مسبار الأمل، ونفتخر كذلك بوجود أول رائدة فضاء عربية إماراتية، ونتطلع إلى مواصلة تعزيز هذه الجهود، نظراً للمساهمات الفريدة للمرأة في هذه القطاعات الهامة.

وختاماً، تشيد تقارير التنافسية العالمية بإنجازات دولة الإمارات في تمكين المرأة، وبأنها أصبحت ملهمة لدول المنطقة وللعديد من دول العالم. ونفتخر بهذه الإنجازات لأنها إنجازات عربية تبرز النموذج العربي كمثال واقعي لتمكين المرأة في مجالات العلوم. وأؤكد على التزام دولة الإمارات بتعزيز فرص التمكين الاقتصادي للمرأة في كافة المجالات، كما ونتطلع إلى مواصلة العمل والتعاون مع شركائنا الإقليميين والدوليين لتحقيق هذه الغاية.