تلقيه الآنسة/ فاطمة الحمادي
السيد الرئيس،
في البداية، أضم صوتي للبيان الذي أدلي به من قبل مجموعة السبعة وسبعين والصين وبيان دول مجلس التعاون الخليجي. وبصفتنا الوطنية، نود الإعراب عن بالغ أسفنا وتعازينا للخسائر في أرواح المدنيين في ظل الأوضاع الحالية الخطيرة، ونشدد على قلقنا العميق إزاء التصعيد المستمر منذ أكثر من أسبوع، مع تأكيدنا على أهمية الوقف الفوري للأعمال العدائية وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين بموجب القانون الدولي الإنساني.
ونعرب عن بالغ قلقنا إزاء الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، خاصة مع قطع الكهرباء ومنع وصول المساعدات الإنسانية وامدادات الغذاء والمياه، وذلك في الوقت الذي تعاني فيه المستشفيات من نقص حاد في المواد الطبية، الأمر الذي يحرم المدنيين، ومنهم الأطفال، من الاحتياجات الضرورية للبقاء على قيد الحياة. ونشير في هذا الجانب للمادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين والتي تحظر فرض عقوبات جماعية عليهم.
ونؤكد أن هذه الممارسات تزيد من الوضع المتدهور أساساً في قطاع غزة الذي يعاني سكانه من تفشي الفقر وارتفاع نسبة البطالة إلى مستويات تتجاوز 60% وانعدام الأمن الغذائي والمائي وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية نتيجة الحصار على القطاع منذ عام 2007، مما يعيق مساعي الشعب الفلسطيني في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، أسوة بكافة الشعوب، ويقوض العمل التنموي في المنطقة ككل ويرجعنا خطوات كبيرة للوراء.
وبناءً على ذلك، تؤكد دولة الإمارات على أهمية أن يعمل المجتمع الدولي على تدارك الأزمة الإنسانية الراهنة في قطاع غزة، وأن يتم تقديم كافة أوجه الدعم اللازم لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني الشقيق، وأن يشمل ذلك دعم القطاعات الحيوية في الأرض الفلسطينية المحتلة، وخصوصا الصحة، والتعليم، والاقتصاد.
وإيماناً بدورها الفاعل ونهجها الأصيل في مد يد العون تعهدت دولة الامارات الأسبوع الماضي بتقديم مساعدات عاجلة بمبلغ عشرين مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وقامت بمد جسر جوي لنقل المساعدات الإنسانية إلى لبنان ومصر، وأطلقت كذلك حملة “تراحم” لدعم أهل غزة في ظل هذه الظروف الإنسانية الصعبة. وفي هذا السياق، نقدم تعازينا لعائلات ضحايا موظفي الأونروا في غزة، الذين قتلوا خلال تأديتهم لواجبهم النبيل من أجل الإنسانية.
إن هذه الجهود الإنسانية هي امتداد لدعم دولة الإمارات الثابت والتاريخي للشعب الفلسطيني على امتداد العقود الماضية، حيث ساهمت بلادي، خلال الفترة من 2016 إلى 2023، بأكثر من 757.62 مليون دولار أمريكي. كما تلقت الأونروا أكثر من 180.1 مليون دولار أمريكي، وبالإضافة لذلك قدمت دولة الامارات الى الأونروا مبلغ 35 مليون دولار لدعم مخيم جنين وقطاع التعليم في القدس الشرقية، بالإضافة الى تخصيص 25 مليون دولار لمستشفى المقاصد بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
ولكننا نشدد على أن التوصل لحل مستدامٍ يتطلب أولاً تكثيف جميع الجهود والإجراءات الهادفة إلى إنهاء الحرب واستعادة الهدوء بأسرع وقت ممكن، وثانياً، العمل على حماية آفاق حل الدولتين وتجاوز العقبات في العملية السياسية لإعادة إطلاق عملية سلام جادة، حيث تؤكد دولة الإمارات على التزامها بالعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، للتوصل إلى حل سلمي، وعادل، ودائم وشامل يلبي التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني.
ونجدد في هذا السياق، تضامننا مع الشعب الفلسطيني ودعمه في الحصول على حقوقه غير القابلة للتصرف ومنها حقه في التصرف في موارده الطبيعية، ونحث على تضافر كافة الجهود للدفع قدماً بعملية السلام في الشرق الأوسط، وفقاً لحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية ومبادئ مدريد.
وفي الختام، تؤكد دولة الإمارات مجددا دعمها لجميع الجهود الرامية لخفض التصعيد وحماية المدنيين وضمان الوصول الإنساني إلى غزة.
وشكراً، السيد الرئيس.