يلقيه السيد محمد العلماء
السيد الرئيس،
يسعدنا أن نشارك في مناقشة هذا البند الهام، حيث تعد مسألة تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب المتضررة والمنكوبة أولوية قصوى لدولة الإمارات، ونؤكد مجدداً، في هذا السياق، على دعم بلادي لجهود الأمم المتحدة في تنسيق الاستجابة الإنسانية والمساعدات الإغاثية للأشخاص المتضررين في حالات الكوارث، باعتبارها الخطوة الأولى نحو تحقيق التعافي والتنمية والاستقرار. ونشدد هنا على ضرورة تقديم هذه المساعدات استناداً إلى مبادئ الإنسانية وحدها، بعيداً عن أية اعتبارات دينية، أو عرقية، أو سياسية، أو جغرافية.
السيد الرئيس،
تود دولة الإمارات التأكيد في مداخلتها اليوم على ثلاث نقاط رئيسية:
أولاً: نشيد بمشروع القرار الذي يسعى لتعزيز قدرات جميع الدول الأعضاء في التصدي لتغير المناخ وتخفيف آثار وتداعيات هذه الظاهرة لاسيما على الأوضاع الإنسانية، والتي تشكل مصدر قلق، إذ تؤمن بلادي أن التركيز على الوقاية يعد الاستثمار الأمثل والأكثر فعالية والأقل تكلفة لحماية الإنسانية واستقرارها. ومن هذا المنطلق، ستواصل دولة الإمارات العمل على دعم التدابير الهادفة للتخفيف من آثار تغير المناخ وزيادة القدرة على التكيف معه، بما في ذلك من خلال استضافتنا للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP28) العام المقبل.
ثانياً: نحث أجهزة وكيانات الأمم المتحدة على تكثيف عملها وتعزيز تواصلها مع المجتمعات والمنظمات المحلية أثناء الاستجابة لحالات الطوارئ، وضمان إشراك القيادات النسائية المحلية في هذه الجهود، الأمر الذي سيعزز قدرة الأمم المتحدة على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أفراد المجتمع، لا سيما النساء والأطفال والمسنين والأشخاص الأكثر تضرراً. ولا يفوتنا هنا الإعراب عن تقديرنا لدور وتضحيات الطواقم التي تمثل المستجيب الأول في حالات الكوارث الطبيعية أو الأزمات الإنسانية والذين عادة ما يتعرضون للضرر أيضاً.
وأخيراً، نشدد على مسؤوليتنا المشتركة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الصراعات خاصة طويلة الأمد وإيجاد حلول سلمية لها، حيث تتسبب مثل هذه الصراعات في إطالة الأزمات الإنسانية وتفاقمها مع مرور الزمن. ولهذا، تسعى بلادي منذ انضمامها إلى مجلس الأمن طليعة هذا العام إلى ضمان أن ينظر المجلس بشكل كامل في القضايا الإنسانية ذات الصلة لعمله. كما نعمل جنبًا إلى جنب مع الدول الأعضاء الأخرى للتشجيع على التوصل لحلول سلمية للنزاعات المسلحة. ونشيد في هذا السياق بعمل الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية الأخرى في توفير الدعم للمحتاجين خاصة في النزاعات والحروب.
وختاماً، السيد الرئيس، تؤكد دولة الإمارات أنها مستمرة في العمل بشكل وثيق مع الدول الأعضاء ومنظمات الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الإنسانية الأخرى للتصدي بشكل جماعي للاحتياجات الإنسانية المتزايدة حول العالم ولمعالجة التحديات القائمة في هذا المجال، حيث أصبحت جهودنا الإنسانية المشتركة ملحة أكثر من أي وقت مضى.
وشكراً.