مشاركة

تلقيه الآنسة سارة البلوشي

السيد الرئيس،

أود بدايةً أن أشكر رئيس الجمعية العامة على عقده هذا الاجتماع الهام، إِذ تؤمن دولة الإمارات بأهمية تسخير الرياضة كأحد الوسائل الفاعلة لتعزيز التسامح والاحترام بين الشعوب ودعم التقدم الاجتماعي.

ومن منطلق حرص دولة الإمارات على تحقيق أهداف التنمية المستدامة على مختلف الأصعدة، ومنها قطاع الرياضة، شكلت بلادي اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة في عام 2017، والتي من ضمن أهدافها دعم الهيكل المؤسسي لقطاع الرياضة. وتعمل بلادي عبر إطلاق استراتيجيتها المتكاملة لقطاع الرياضة لعام 2032 على تطوير قطاع رياضي تنافسي واحترافي وجعله أحد أهم أسس تمكين المجتمع الإماراتي. وفضلاً عن تطوير البنية التحتية للقطاع الرياضي واستقطاب المواهب، تساهم هذه الاستيراتيجية في التشجيع على تبني أسلوب حياةٍ صحي وأكثر نشاطاً، وهو ما تجسد

على سبيل المثال في إطلاق تحدي دبي للياقة  لممارسة 30 دقيقة من النشاط يومياً على مدى 30 يوماً، والذي اُختتمت نسخته السادسة في شهر نوفمبر الماضي.

ولم تقتصر جهود دولة الإمارات على المستوى المحلي فحسب، بل تعمل أيضاً على المشاركة بشكل فعال في بناء وتطوير بيئةٍ رياضية قوية إقليمياً ودولياً، وذلك من خلال استضافة البطولات والمؤتمرات الرياضية، ومنها القمة العالمية للقيادات الرياضية، والتي تهدف إلى الاستفادة من خبرات أكثر من 400 رائدٍ رِيَاضِيٍّ لبحث سبل تطوير قطاع الرياضة حول العالم.

وضمن كافة هذه الجهود، حرصت بلادي على تمكين الشباب في قطاع الرياضة واستقطاب مواهبهم، لإنشاء جيل واعد من القادة الرياضيين من خلال إطلاق برامج واستراتيجيات تسهم في تنمية قدراتهم البدنية والعقلية والابداعية وترسخ روح العمل الجماعي بينهم.

وفي سياق حرصنا على تمكين المرأة في مختلف المجالات، حققت بِلادي نقلة نوعية في تطوير مكانة المرأة وتمكينها في القطاع الرياضي محلياً ودولياً، وهو ما تجسد في ترؤس المرأة الإماراتية ثلاثة اتحادات رياضية وهي اتحاد الريشة الطائرة، واتحاد الخماسي الحديث، واتحاد النت بول. كما أطلقت بلادي مجموعة من المبادرات ونظمت العديد من  البطولات النسائية، ومنها إطلاق جائزة فاطمة بنت مبارك العالمية للرياضة، والتي تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة وتهدف إلى تسليط الضوء على إنجازات المرأة  في القطاع الرياضي.

كما تعمل دولة الإمارات على تفعيل دور الرياضة في دعم أصحاب الهمم وتعزيز الشمولية في المجال الرياضي، حيث نتطلع الى استضافتنا المهرجان الرياضي الخيري في يناير المقبل، والذي سيخصص ريعه لصالح أصحاب الهمم في بعض الدول الآسيوية في إطار الشراكة المجتمعية وفتح آفاق للتعاون لتعزيز المبادرات المختلفة التي تهدف إلى دعم أصحاب الهمم في هذا المجال.

السيد الرئيس،

يشهد العالم مع استضافة دولة قطر الشقيقة لبطولة كأس العالم مخرجات جهود المنطقة في تسخير قطاع الرياضة كوسيلة لدعم الجهود الدولية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز روح التضامن بين الثقافات المتعددة. وأود هنا أن  أشكر وفد كل من دولة قطر وإمارة موناكو على جهودهم في تيسير المفاوضات على مشروع القرار المعنون” الرياضة باعتبارها عاملا مساعدا لتحقيق التنمية المستدامة “. 

وفي الختام، السيد الرئيس، أود التأكيد على التزام دولة الإمارات بدعم الجهود الرامية إلى ترسيخ دور الرياضة في تعزيز الشمولية وإحراز التقدم في مجال التنمية المستدامة، وذلك لِإيمانها بأن الرياضة أصبحت مقياساً لرقي الأمم وحضارة الشعوب. ونتطلع في هذا السياق إلى بلورة رؤية واضحة من المجتمع الدولي لتطوير قطاع رياضي على مستوى العالم يسهم في بناء عالم أفضل وأكثر جدوى للأجيال القادمة. 

وشكراً لكم.