تلقيه الآنسة سارة العوضي، سكرتير ثاني
السيد الرئيس،
بدايةً، أود أن أشكركم على عقد هذا الاجتماع لمناقشة هذا الموضوع الهام، ونقدر مشروع القرار المطروح على الجمعية العامة اليوم، والذي شاركت دولة الإمارات في رعايته، انطلاقاً من دعمها لمبدأ الرياضة من أجل السلام. كما نتمنى للجمهورية الفرنسية كل التوفيق والنجاح في تنظيم دورة الألعاب الأولمبية الثالثة والثلاثون والدورة السابعة عشر للألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة في عام ألفين وأربعة وعشرين.
إن العالم اليوم في أمس الحاجة لإيجاد السبل التي تعزز التواصل والتفاهم بين مختلف الشعوب وتدعم تنميتها واستقرارها، ومنها الرياضة، التي تمتلك لغة عالمية خاصة بها، تساهم من خلالها في تجاوز الخلافات وتوحيد المجتمعات بتعدداتها الثقافية واللغوية والدينية تحت مظلة التعاون وتبادل الاحترام والمنافسة بروحٍ رياضية. كما تخلق الرياضة فرصاً عديدة للشباب وتدفع بعجلة الاقتصاد للدول وتساهم في تحقيق أهدف التنمية المستدامة خاصة الهدف رقم ثلاثة بشأن الصحة الجيدة والرفاه.
ولهذا، من المهم أن يعمل المجتمع الدولي على تعزيز دعمه وتمويله لقطاع الرياضة وضمان جعلها متاحة للجميع، خاصة في الدول النامية، بحيث تتوفر فيها البنية التحتية والمرافق التي تخدم هذا القطاع. ويجب أيضاً مواصلة توظيف الرياضة كأحد الأدوات التي يمكن من خلالها إرساء قيم السلام.
وبالنسبة لنا في دولة الإمارات، فإن الرياضة تحظى باهتمامٍ كبير ضمن سياساتنا الداخلية والخارجية، حيث نواصل الاستثمار في هذا القطاع الهام وتعزيز قدرات الجهات المختصة، بما في ذلك عبر تنفيذ الاستراتيجية الرياضية الوطنية لعام ألفين وواحد وثلاثين، والتي تهدف إلى تطوير الرياضة في دولة الإمارات وزيادة عدد ممارسيها ومشاركاتهم في البطولات المحلية والدولية، ومنها الألعاب الأولمبية.
ونرى في هذا الجانب أن اعتماد القوانين والتشريعات من المسائل الهامة للارتقاء بقطاع الرياضة، حيث أصدرت بلادي – على سبيل المثال – قانوناً اتحادياً لتنظيم كافة جوانب العمل الرياضي في دولة الإمارات ولضمان إتاحة الأنشطة الرياضية للجميع في الدولة.
وضمن جهودنا في جعل الرياضة أحد الركائز الأساسية لبناء مجتمعات سلمية ومزدهرة، تحرص دولة الإمارات أيضاً على استضافة العديد من البطولات الرياضة بمختلف أنواعها على كل من المستويات الإقليمية ودون الإقليمية والدولية. ونرى في هذا السياق أهمية تشجيع وتمكين الدول من مختلف المناطق حول العالم على استضافة البطولات الرياضية إذا توفرت المتطلبات المناسبة لذلك، فنحن نرى في هذه المناسبات فرصة مهمة لتعزيز التقارب والتعايش السلمي بين كافة المجتمعات وكسر الصور النمطية السلبية عن بعض الدول أو الشعوب، وذلك من خلال إتاحة المجال للمشاركين في البطولات بالتعارف وتبادل الخبرات والثقافات. وننتهز هذه الفرصة لنهنئ قطر مجدداً على استضافتها الناجحة لكأس العالم لكرة القدم 2022 في إنجاز للمنطقة العربية، ونتطلع إلى مواصلة استضافة مثل هذه البطولات الهامة في منطقتنا.
وأخيراً، السيد الرئيس، وفي ظل تصاعد الحروب والنزاعات المسلحة حول العالم، يتعين على المجتمع الدولي التركيز على أوضاع الرياضيين المتأثرين بهذه الأزمات الخطيرة، سواء من حيث تسببها في تهديد حياتهم أو منعهم من المشاركة في البطولات، فمؤخراً، اضطر المنتخب الفلسطيني لكرة القدم إلى تعليق نشاطه مؤقتاً بسبب التصعيد الذي تشهده الأرض الفلسطينية المحتلة، فيما قُتل أحد لاعبي الفريق بسبب القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. ونشدد في هذا السياق على أهمية توفير الحماية للرياضيين وغيرهم من المدنيين خلال النزاعات بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني، إلى جانب مواصلة العمل للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإعادة الحياة إلى قطاع غزة.
وختاماً، تؤكد دولة الإمارات على مواصلة دعمها لقطاع الرياضة وتوظيفها لإرساء قيم الأخوة الإنسانية بين الشعوب، آملاً بتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استقراراً وأمناً لجميع الشباب والشابات حول العالم.
وشكرا، السيد الرئيس.