مشاركة

السيد الرئيس،

إن تحقيق أهداف التنمية المستدامة من أولويات دولة الإمارات، حيث تعد هذه الأهداف جزءا أساسياً من السياسة الوطنية والخارجية لبلادي. مازالت هذه الأهداف تمثل ركيزة تبني عليها بلادي خططها التنموية، بما في ذلك رؤية مئوية 2071.

تستضيف دولة الإمارات في الفترة من 30 نوفمبر الى 12 ديسمبر 2023 مؤتمر الأطراف COP28  الذي يركز على تحفيز الاستجابة العالمية للعديد من القضايا الناجمة عن تغير المناخ بدءاً من الاستدامة إلى الطاقة النظيفة والتنوع البيولوجي. كما تمثل منصة لعرض التجارب من دول العالم وتسليط الضوء على المشاريع والاستثمارات التي يتم ضخها للوصول إلى الحياد الكربوني ومستقبل أكثر استدامة.

تلتزم رئاسة COP28 بالعمل نحو تحقيق مخرجات طموحة تصبو لآمال المجتمعات وتأمّن مستقبل الأجيال القادمة. إن إحراز تقدم ملموس نحو تحقيق الهدف المناخي الذي التزم به المجتمع الدولي في اتفاقية باريس من أولويات الرئاسة، فضلا عن تعزيز قدرة البلدان والمجتمعات على مواجهة التأثيرات المناخية المتفاقمة. وستستند جهودنا من أجل استجابة شاملة لأزمة المناخ الحالية إلى أربع ركائز: التعجيل بتحول عادل ومنظم في مجال الطاقة، وتحسين التمويل للعمل المناخي، والتركيز على الناس والحياة وسبل العيش، والعمل على إشراك كافة الأطراف ذات الصلة.

السيد الرئيس،

وفي هذا الصدد، ستضطلع الإمارات بدور نشط في القرار المعنون “حماية المناخ العالمي لمنفعة أجيال البشرية الحاضرة والمقبلة”.

ومن القرارات الأخرى ذات الأهمية الخاصة للإمارات العربية المتحدة في إطار بند التنمية المستدامة، “ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة”. وفي إطار العمل في الأمم المتحدة، فقد قامت بلادي، بالتعاون مع جمهورية بنما، بتيسير قرار إعلان “اليوم الدولي للطاقة النظيفة”، ليمثّل دفعة نحو تأكيد أهمية التعاون وتبادل الخبرات نحو تعزيز التحول العالمي في مجال الطاقة، وتحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة.

كما يرتبط الانتقال العادل للطاقة ارتباطا وثيقا بتحقيق نتائج طموحة في COP28 وتحقيق تقدم ملموس نحو تحقيق الهدف المناخي بإبقاء ارتفاع درجات الحرارة تحت 1.5 درجة مئوية. ومن المتوقع أن يزيد الطلب على الطاقة بنسبة 23 في المائة بحلول عام 2045 (وفقا لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية) بينما في الوقت نفسه يجب أن تنخفض انبعاثات الكربون بنسبة 43 في المائة في السنوات 7 القادمة إذا أردنا أن نتماشى مع رؤية الهدف المناخي.

وبالتالي، فإن تحقيق الانتقال إلى نظام طاقة نظيف هو في صميم تحدي التنمية المستدامة، ويتطلب تعاون جميع أصحاب المصلحة، بما يشمل الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

وعلى الصعيد الوطني، تقوم الإمارات العربية المتحدة بدورها. ففي وقت سابق من شهر يوليو، قدمت الإمارات تحديثا ثالثا إلى “المساهمات المحددة على المستوى الوطني” الذي يدفع خفض الانبعاثات إلى 40 في المائة، مقارنة بالعمل كالمعتاد. ولقد أعلنا في الوقت نفسه أيضا عن برنامج استثمار بقيمة 54 مليار دولار على مدى السنوات 7 المقبلة لمضاعفة الطاقة الاستيعابية للطاقة المتجددة والنظيفة ثلاث مرات، وتوسيع إنتاج الهيدروجين لدينا بشكل كبير.

وتقوم دولة الامارات باتخاذ خطوات ملموسة في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة، ومنها تأسيس أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم. حيث تم إطلاق المرحلة الخامسة  “لمجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية” بتاريخ 30 يونيو 2023، الذي ستصل قدرته الإنتاجية إلى 5 آلاف ميغاواط بحلول عام 2030.

السيد الرئيس،

أختتم بالتأكيد على أن دولة الإمارات تؤكد مواصلة جهودها الفعالة في دعم كل ما يسهم نحو مستقبل أكثر استدامة بالتعاون مع الجميع.

وشكراً.