مشاركة

تلقيه الآنسة/ فاطمة يوسف، سكرتير أول

يرجى المراجعة أثناء الإلقاء

السيد الرئيس،

 يود وفد بلادي في البداية أن يتقدم بالشكر للسيد/ أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة على الإحاطة التي تقدم بها بشأن مسألة المفقودين في الجمهورية العربية السورية.

السيد الرئيس،

إن الكشف عن مصير المفقودين يعدّ مسألة أخلاقية في المقام الأول، إذ يحق للعائلات معرفة مصير أقاربهم وذويهم ممن اختفت آثارهم خاصة في حالات النزاع. فدون توفر معلومات عنهم، تعيش العديد من العائلات في حالة من اللايقين والترقب، تبحث وتنتظر، وغالبًا لعدة سنوات، دون معرفة ما إذا كان أقاربهم على قيد الحياة أو فقدوا أرواحهم. وفي حالة وفاتهم، فإن العائلات لها الحق في معرفة أسباب الوفاة، ومكان الدفن، بغض النظر عن الظروف التي فُقدوا فيها.

يعدّ ملف المفقودين من أكثر القضايا تعقيداً في سوريا، خاصة بعد مرور إثني عشر عاماً على اندلاع الحرب فيها، فلا يزال السوريون يعانون من تداعياتها الإنسانية. وفي هذا الصدد، تود بلادي التأكيد على النقاط التالية:

أولاً، إن إحراز أي تقدم في ملف المفقودين، على غرار كافة المواضيع المرتبطة بالملف السوري، يتطلب من جميع الأطراف تقديمَ التنازلاتِ اللازمة لبناء الثقةِ للتوصل إلى حل للأزمة السورية.

ثانياً، إن احراز تقدم ملموس في أي جهود دولية حول مسألة المفقودين يعتمد وبشكل أساسي على التعاون والانخراط في حوارٍ بناء مع سوريا، إذ يجب على الأمم المتحدة أن تعمل معها بشكل وثيق، باعتبارها الدولة المعنية، قبل التنسيق مع أي جهة أو أي دولة أخرى.

ثالثاً، وفيما يتعلق بالخطوات القادمة تجاه قضية المفقودين، نشدد على ضرورة الالتزام بعدم تسييس أي جهود مبذولة بهذا الشأن. فمثلما ذكرت سابقاً، تعد مسألة المفقودين قضية أخلاقية، وليس من المفترض أن تستخدم كأداة سياسية لتوجيه الاتهامات ضد أي طرف.

وشكراً، السيد الرئيس.