يلقيه سعادة السفير محمد أبوشهاب، المندوب الدائم
السيد الرئيس،
أشكركم على الدعوة لعقد هذا الاجتماع الهام، كما أشكر الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام للأونروا على جهودهما المتواصلة في دعم اللاجئين الفلسطينيين.
نجتمع اليوم في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة، مع دخول الحرب شهرها العاشر، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل هجماتها التي أجبرت معظم سكان القطاع على النزوح مراراً وتكراراً دون أن يتمكنوا من العثور على أي مكان آمن، وفي ظل غيابٍ شبه تام للخدمات الأساسية بغزة، بما فيها الخدمات الصحية والتعليمية، إلى جانب خطر المجاعة الذي يلوح في الأفق.
وفي هذا السياق، تتضامن بلادي مع جهود الأونروا لمواصلة دورها الحيوي على الرغم من التحديات الخطيرة التي تقوّض من قدرتها على تنفيذ ولايتها، خاصة بعد مقتل قرابة المائتين من موظفيها خلال عملهم في ظروفٍ خطيرة، وتعرّض العديد من منشئاتها للقصف والهجمات الإسرائيلية. ونؤكد رفضنا لأية محاولات لتقويض دور الأونروا، فالعمل الذي تقوم به الوكالة لا غنى عنه ولا يمكن استبداله.
وعلى ضوء ذلك، تواصل بلادي دعمها الراسخ للشعب الفلسطيني، حيث قدّمت الإمارات بعد اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر الماضي مساهمة إضافية للأونروا، بلغت 20 مليون دولار لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة، بالإضافة إلى تقديم 15 مليون دولار في العام الماضي، كمساهمة إضافية لدعم إعادة إعمار مخيم جنين، كما شملت جهود الإمارات إنشاء مستشفى ميداني في غزة، استقبل حتى الآن 21 ألف حالة، وإنشاء مستشفى عائم في العريش، إلى جانب استضافة ما يزيد عن 700 من المصابين ومرضى السرطان من غزة لتلقي الرعاية الطبية في الإمارات، كما أنشأت بلادي ست محطات لتحلية المياه يستفيد منها أكثر من 600 ألف شخص في غزة، بالإضافة إلى تقديم قرابة 40 ألف طن من الإمدادات العاجلة، وتفعيل الممر البحري من قبرص إلى غزة بالتعاون مع الشركاء الدوليين.
وإلى جانب جهودنا الإنسانية، انضمت بلادي لأكثر من 117 دولة في دعم بيان الالتزامات المشتركة حول الأونروا الذي أطلق صباح اليوم، بمبادرة هامّة من الأردن والكويت وسلوفينيا.
وتؤكد بلادي على ضرورة استمرار المجتمع الدولي في دعم الوكالة في أداء دورها الحيوي في غزة وسائر مناطق عملها، والذي يمنح بصيصاً من الأمل للاجئين الفلسطينيين في هذه الظروف الصعبة. وفي هذا السياق، نرحّب بقيام الغالبية العظمى من المانحين الذين قاموا بتعليق تمويلهم للوكالة سابقاً باستئناف دعمهم، ونتطلع لعودة من تبقى من المانحين، كما نشيد بجهود الأونروا في تنفيذ التوصيات الواردة في تقرير مجموعة المراجعة المستقلة للأونروا بقيادة كاثرين كولونا، والذي من شأنه تحسين أساليب عمل الوكالة، وضمان استمرارية تمويلها وعملها على المدى الطويل.
ونشدد على أن دور الأونروا سيظل أساسياً في توفير الخدمات الضرورية للاجئين الفلسطينيين، حتى التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما في ذلك محنة اللاجئين، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وفي الختام، تثمن بلادي جهود العاملين في وكالة الأونروا الذين يواصلون مهامهم النبيلة في ظل ظروف خطيرة للغاية، وندعو كافة أعضاء المجتمع الدولي للاستمرار في العمل نحو وقف إطلاق نارٍ فوري ودائم في غزة، والضغط على كافة الأطراف لضمان حماية العاملين الإنسانيين، ووصول المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية على نطاق واسع ودون عوائق.
وشكراً، السيد الرئيس.