السيدة الرئيسة،

بدايةً أشكر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، السيد/ كريم خان على إحاطته الوافية، وأرحب بأول إحاطة له أمام المجلس بشأن السودان، وأود أن أشير هنا إلى أننا نتابع أعمال المحكمة والجهود التي يبذلها المدعي العام وفريقه. كما أرحب بممثل جمهورية السودان في هذا الاجتماع.

السيدة الرئيسة،

بالرغم من التطورات الأخيرة في السودان، فقد حقق السودان مكاسب مهمة خلال السنتين الماضيتين، والتي ترى بلادي أهمية الحفاظ والبناء عليها. ولذلك لابد في هذا المنعطف المهم، أن يلعب مجلس الأمن دوراً إيجابياً وأن يشجع الأطراف السودانية على مواصلة الانخراط في الحوار للتوصل إلى توافق حول كيفية الدفع بالعملية الانتقالية، بما يتماشى مع الوثيقة الدستورية واتفاق جوبا للسلام. ونرحب كذلك بإطلاق مبادرة للحوار بتيسير من الأمم المتحدة وبقيادة سودانية، بهدف دعم الأطراف السودانية لتخطي الأوضاع الحالية.

ومع استمرار بلادي في دعم حق الشعب السوداني الشقيق في العيش في بلدٍ آمن ومستقر ومزدهر، نؤكد على دعمنا الراسخ لتنفيذ العملية الانتقالية بقيادة سودانية تُرسي أسس السلام العادل والدائم والشامل في البلاد.

السيدة الرئيسة،

وبشأن مناقشتنا اليوم، نرى أن التعاون القائم بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية يعد جزءاً من النهج المتعدد الجوانب الذي يتبعه السودان فيما يتعلّق بمواضيع المساءلة. ونشير في هذا السياق إلى مذكرة التفاهم حول التعاون بين السودان والمحكمة والتي تم التوقيع عليها في شهر أغسطس من العام الماضي، بالإضافة إلى استضافة السودان لزيارات لاحقة لفريق من مكتب المدعي العام، بما في ذلك في ديسمبر عام 2021. ونأمل أن تعكس هذه الجهود حواراً حقيقياً وصادقاً بين المحكمة الجنائية الدولية والسودان استناداً لمبدأ التكامل المنصوص عليه في النظام الأساسي للمحكمة وتماشياً مع القوانين الوطنية في السودان.

وفي سياق اتخاذ السودان خطوات لتنفيذ آليات العدالة الانتقالية وفقاً لأحكام اتفاق جوبا للسلام، ومنها العمل حالياً على إنشاء “لجنة العدالة الانتقالية” وتفعيل أعمال “لجنة تقصي الحقائق والمصالحة”، نتطلع إلى أن تساهم هذه الجهود في تحقيق العدالة لضحايا دارفور وتهيئة الظروف المناسبة لتحقيق سلام مستدام في السودان. ونؤكد على ضرورة أن يقدم المجتمع الدولي الدعم اللازم للسودان، بناءً على طلبهِ، لبناء قدراته خلال سعيه لتنفيذ آليات العدالة والمساءلة.

وختاماً، تؤكد بلادي على التزامِها بسيادة واستقلال وسلامة أراضي السودان الشقيق ووحدته الوطنية.

وشكراً السيدة الرئيسة.