يلقيه معالي أحمد الصايغ وزير دولة
السيد الرئيس،
أشكر الأمين العام المساعد السيد ميروسلاف جينكا على إحاطته الشاملة بشأن التطورات الأخيرة. ونرحب بمشاركة أصحاب المعالي وغيرهم من المسؤولين الرفيعين المستوى في هذا الاجتماع.
السيد الرئيس،
يأتي اجتماعنا هذا في الوقت الذي يجتمع فيه قادة العالم هنا في نيويورك للتأكيد على الحاجة الملحة لتغليب الحوار والحلول السلمية للأزمات المشتعلة حول العالم، حفاظاً على أمن وسلامة الشعوب، ولنتمكن من تركيز العمل متعدد الاطراف على مواجهة التحديات المشتركة.
ومن هذا المنطلق، ترحب دولة الإمارات بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في الإقليم يوم أمس بوساطة روسية، الأمر الذي يؤكد أن جميع الأطراف المعنية قد اختارت مسار التهدئة وخفض التصعيد.
ورغم وقف إطلاق النار، لا يفوتنا التأكيد على ضرورة التزام جميع الأطراف بحماية المدنيين واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمنهم وسلامتهم في حال احتدام التوترات. ونقدر هنا الدور الذي اضطلعت فيه فرق حفظ السلام الروسية في توفير ملاذٍ آمنٍ للمدنيين خلال الأيام الماضية، حيث نعرب عن بالغ أسفنا إزاء أرواح المدنيين التي فقدت، وكذلك عن خالص تعازينا لعائلات أفراد حفظ السلام الذين سقطوا أثناء تأدية مهامهم.
كما نقدر تمكن لجنة الصليب الأحمر الدولية من إيصال المساعدات الاغاثية للمحتاجين، بعد موافقة الأطراف المعنية، فمثل هذا النهج البناء يعد مثالاً ناجعاً على دور الحوار في تحقيق نتائج إيجابية للجميع، لا سيما من حيث التخفيف من معاناة المدنيين عبر تقديم المعونة الإغاثية اللازمة. ونرحب في هذا السياق بعمليات إيصال المساعدات الإنسانية مطلع هذا الأسبوع، وكذلك تقديم إمدادات طبية للمستشفيات في المناطق المتأثرة بالتصعيد.
وأخيراً، تشدد دولة الإمارات على ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار وتثبيته، وأن تلتزم الأطراف المعنية بضبط النفس، وتجنب أي أعمال تصعيدية، حفاظاً على أرواح المدنيين، وأمن واستقرار المنطقة التي لا تتحمل مزيداً من التداعيات الناجمة عن أي تصعيد جديد. ومن المشجع ما شهدناه، السيد الرئيس، اليوم من محادثات في يفلاغ، حيث نأمل أن تساهم في تعزيز التفاهم بين كلا الجانبين.
كما نؤكد على أهمية الامتثال لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومنها احترام السيادة والسلامة الإقليمية للدول وحل النزاعات بالطرق السلمية.
لقد أثبتت الأحداث الأخيرة هشاشة الأوضاع في المنطقة والحاجة الملحة إلى إجراء المزيد من الحوار على كافة المستويات لتمهيد الطريق نحو مستقبلٍ يسوده السلام والازدهار لشعبي أذربيجان وأرمينيا.
وشكراً، السيد الرئيس.