مشاركة

يلقيه سعادة السفير محمد أبوشهاب

نائب المندوبة الدائمة  والقائم بالأعمال بالإنابة

السيد الرئيس،

أرحب بمشاركة كل من البوسنة والهرسك وكرواتيا وصربيا والإتحاد الأوروبي في اجتماع اليوم.

السيد الرئيس،

قام شعب البوسنة والهرسك في شهر أكتوبر بممارسة حقوقه المكفولة في دستور الدولة عبر المشاركة في الانتخابات، والتي نتطلع بعد انتهائها، أن تستمر البوسنة والهرسك في مسارها نحو تعزيز الاستقرار والتنمية لشعبها. ويشمل ذلك البناء على بعض التطورات الإيجابية التي طرأت مؤخراً على الأوضاع في البوسنة والهرسك، خاصة في ظل استمرار التوترات في أرجاء القارة. وترى بلادي في سياق مناقشة اليوم التأكيد على الثوابت التالية:

أولاً، نرحب بتجديد ولاية “قوة الاتحاد الأوروبي في البوسنة والهرسك – ألثيا” بالإجماع والتي عكست الثقة التي يوليها المجلس لقوة الاتحاد الأوروبي، وما تلعبه من دورٍ هام في تعزيز الاستقرار في البوسنة والهرسك. ونرى هنا أن قيام قادة الأحزاب السياسية في برلمان البوسنة والهرسك وكذلك أعضاء رئاسة البوسنة والهرسك بدعم تمديد ولاية القوة في شهر يونيو قد شكل خطوة إيجابية، إذ نأمل استمرار الحوار بين القيادات السياسية لتعزيز التوافق حول المواضيع السياسية الهامة.

ثانياً، نشدد على أهمية مكافحة خطاب الكراهية، حيث إن تعزيز قيم التعايش السلمي والتسامح تعد ركائز أساسية لبناء مجتمعات سلمية، ومتماسكة، ومزدهرة، خاصة بالنسبة للمجتمعات المتنوعة، مثل البوسنة والهرسك. وبالنسبة لنا في دولة الإمارات، فنحن نعي جيداً أهمية ترسيخ هذه القيم من واقع التجربة المريرة لمنطقتنا، والتي عانت من انتشار التطرف، والطائفية، وتأجيج مشاعر الكراهية. لذلك، نرى أنه من المهم التصدي لخطاب الكراهية أينما وجد، سواء في الوسائل الإعلامية المقروءة، أو المسموعة، أو المرئية. ونشيد في هذا الإطار بالتقارير التي تفيد بانخفاض الحوادث المرتبطة بخطاب الكراهية خلال الدورة الانتخابية الأخيرة، والأثر الإيجابي للقوانين التي وضعت لتحقيق ذلك.

ثالثاً، نؤكد على أهمية المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للمرأة في الحياة السياسية وعمليات صنع القرار، لا سيما في ظل ما ذكره تقرير الممثل السامي حول وجود تحديات أمام مشاركة المرأة في هذه المجالات. فنحن جميعاً ندرك أن للمرأة دور أساسي في تحقيق الاستقرار والسلام المستدام، خاصة من حيث دعم جهود المصالحة في أوساط المجتمعات التي تشهد توترات مستمرة. كما ستضمن مشاركة المرأة مراعاة مرئيات المجتمع على نطاق أوسع، وستفضي لاتفاقات تعود بالنفع على الجميع، وتكون أكثر قابلية للنجاح.

وختاماً، السيد الرئيس، تعيد بلادي التأكيد على دعمها لوحدة وسلامة أراضي البوسنة والهرسك، تماشياً مع القانون الدولي واتفاقية دايتون. ونشيد كذلك بالدور الهام الذي يلعبه الممثل السامي للبوسنة والهرسك. كما نود أن نشدد على أهمية احترام المؤسسات الوطنية التابعة للبوسنة والهرسك بشكل كامل والتي يتطلب إحلال السلام فيها، الحفاظ على الاستقرار السياسي، والدفع قدماً بعملية المصالحة التي يجب على المجلس دعمها، إذ سيعود ذلك بالأثر الإيجابي ليس على البوسنة والهرسك فقط، بل على المنطقة ككل.

وشكراً السيد الرئيس.