مشاركة

تلقيه السيدة أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة

السيد الرئيس،

أود بدايةً أن أشكركم وأشكر بعثة البرازيل على عقد هذه المناقشة الهامة، وعلى إبقاء جدول أعمال الأطفال والنزاع المسلح ضمن أولويات المجلس. وأغتنم هذه الفرصة لأعرب عن تقديرنا لجهود الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح السيدة فيرجينيا غامبا وجهود مكتبها في تعزيز حماية الأطفال في مناطق النزاع حول العالم. ونعرب في هذا السياق عن بالغ قلقنا إزاء مستوى الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، والتي تُرتكب معظمها من قبل الجماعات المسلحة غير التابعة للدول، ومنها الجماعات الإرهابية مثل الحوثيين وحركة الشباب وتنظيم داعش. كما نشكر المديرة التنفيذية لليونيسف السيدة كاثرين راسل على احاطتها الوافية، والشكر موصول للسيد باتريك كومي على مشاركته في اجتماع اليوم.

السيد الرئيس،

انطلاقاً من التزام دولة الإمارات بحماية الأطفال في النزاعات المسلحة وفقاً للقانون الدولي وأُطر العمل التابعة لمجلس الأمن، أود تسليط الضوء على ثلاثة مسائل مهمة:

أولاً، يتعين علينا تشجيع ودعم الآليات التي تشارك فيها مختلف الجهات الفاعلة والمعنية بحماية وإعادة إدماج الأطفال المتأثرين من النزاعات المسلحة، وذلك لضمان اتباع نهجٍ شامل لكافة شرائح المجتمع، وإنشاء برامج متكاملة لدعم جهود بناء السلام، مع تسهيل الحصول على التمويل اللازم والمستدام للبرامج التي تركز على الناجين وتراعي المنظور الجنساني. وكما استمعنا اليوم من السيد/ باتريك كومي، فإن الاستجابة لاحتياجات هؤلاء الأطفال في كافة جهود بناء السلام يُعد أساسياً لضمان إعادة إدماجهم في المجتمع ولتمكينهم من بناء مستقبل واعدٍ.

ثانياً، يجب مواصلة التصدي لعمليات اختطاف الأطفال في مناطق النزاع، فكما وضح لنا التقرير الأخير للأمين العام، ارتفعت الحوادث التي تم التحقق منها في عام 2021 بنسبة أكثر من 20 بالمائة عن العام الذي سبقه، رغم القصور الشديد في الإبلاغ عن هذه الانتهاكات الخطيرة. وينبغي كذلك تسريع عملية جمع البيانات المصنفة حسب العمر والجنس، لبلورة فهم أفضل للتأثير المتباين للنزاع، في كافة مراحله على الأطفال، ذكوراً وإناثاً، حيث سيساعد ذلك الجهات المعنية – كالمنظمات الإقليمية – على تطوير استراتيجياتها المتعلقة بتبادل المعلومات والرصد والإبلاغ، خاصة بشأن الانتهاكات الجسيمة العابرة للحدود.

ثالثاً، وفي سياق ارتفاع أعداد النازحين قسراً إلى مستويات غير مسبوقة، يجب على مجلسنا هذا وضع احتياجات الأطفال النازحين في صلب اهتماماته، بما في ذلك عبر إدراج مسألة حماية الأطفال النازحين في ولايات عمليات السلام وإعادة التأكيد على حقهم في الحصول على الخدمات الأساسية، مثل الرعاية النفسية والصحية. ونؤكد هنا على أهمية تمتع الأطفال النازحين بسبب النزاع المسلح بحقهم الأساسي في الحصول على التعليم، أسوة بباقي الأطفال، مع ضمان أن يكون التعليم شاملاً ويستجيب لاحتياجاتهم ويراعي رفاهِهم وخلفياتهم الثقافية واللغات المناسبة لهم.

السيد الرئيس،

كما سبق وأكدنا، يتطلب الالتزام الفعلي بحماية الأطفال منع نشوب النزاعات في المقام الأول، إذ من المؤسف أن أوضاع الأطفال في تدهورٍ مستمر لارتباطه بشكل مباشر بتزايد النزاعات المسلحة حول العالم. وعليه، يتعين على المجلس أن يتحمل مسؤوليته الأساسية في صون السلم والأمن الدوليين، لإنهاء هذه النزاعات ومنع حدوث المزيد منها. وبدورها، ستواصل دولة الإمارات تعاونها ودعمها للجهود اللازمة لتحقيق هذه الغايات.

وشكراً، السيد الرئيس.