تلقيه معالي السفيرة لانا نسيبة، المندوبة الدائمة
ترجمة غير رسمية
يرجى المراجعة أثناء الإلقاء
السيدة الرئيسة،
أشكر الممثلة الخاصة السيدة روغوابيزا على إحاطتها الشاملة، والسفير هلال على إحاطته وعلى المساهمات الملموسة للمغرب كرئيس لتشكيلة جمهورية أفريقيا الوسطى في لجنة بناء السلام، والذي نرى أنه يعد مثالاً ناجحاً آخر على القيمة المضافة من انخراط اللجنة مع مجلس الأمن، وهو ما يجب التشجيع عليه. كما نرحب بحضور معالي وزيرة الخارجية سيلفي باوبو تيمون في هذا الاجتماع.
التزم هذا المجلس، من خلال بعثة مينوسكا، بتحقيق السلام والاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، إذ تؤكد دولة الإمارات مجدداً على دعمها الكامل للممثلة الخاصة وبعثة مينوسكا، ونشدد على أهمية العلاقة البناءة بين حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى وبعثة مينوسكا لإنجاح ولاية البعثة. ونرى أن القرار الأخير بشأن تشغيل الرحلات الليلية سيساهم في تعزيز فعالية بعثة مينوسكا، إذ نرحب بهذا القرار ونتطلع إلى مواصلة هذه المشاركة البناءة وأن يتم توسيع نطاقها لمعالجة المسائل الجوهرية الأخرى لتمكين البعثة من تنفيذ ولايتها على نحو كامل.
أود أن أتطرق إلى ثلاثة نقاط توضح أهمية الحوار والنهج العملي للمضي قدماً:
أولاً، بالرغم من وجود عددٍ من التحديات المعقدة، من المهم أن نتأمل لوهلة وأن نقر بالتقدم الملحوظ الذي يواصل شعب وحكومة جمهورية أفريقيا الوسطى إحرازه، ومن هذه التطورات الهامة: التخطيط لإجراء الانتخابات عام 2023، وتولي الحكومة زمام تنفيذ اتفاق السلام وخارطة طريق لواندا، وكذلك الجهود المبذولة لبناء المؤسسات وتحسين الخدمات الأساسية، والتي تعد جميعها تحسيناتٍ يجب الحفاظ عليها.
وللمساهمة في الحفاظ على هذه المكاسب، يجب على هذا المجلس والدول الأعضاء والجهات الإقليمية الفاعلة والأمم المتحدة مواصلة تقديم الدعم لجمهورية أفريقيا الوسطى. ولا شك أن تقديم المساعدة على نحو مستدام، سواءً من خلال بناء القدرات أو الدعم الفني أو المالي، سيكون له دور حاسم في هذا المجال.
ثانياً، ومع استمرار انعدام الأمن في جمهورية أفريقيا الوسطى، يجب أن تظل حماية المدنيين في صميم استجاباتنا الإقليمية والدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة. ويجب إيلاء أهمية خاصة لحماية النساء والفتيات من العنف الجنسي المتفشي، والذي تواصل العديد من التقارير تسليط الضوء عليه. ولتمكين المرأة فعلياً، يجب ضمان مشاركتها بشكل كامل وهادف ومتساوٍ في العمليات السياسية للبلاد، كما يجب وقف أي محاولات لمنع مشاركة المرأة أو لإلحاق الأذى بها. وتدرك دولة الإمارات جيداً حجم التحديات التي تواجهها بعثة مينوسكا أثناء تنفيذ أحد أهم العناصر في ولايتها. ومن أهم هذه التحديات توسع نطاق الجماعات المسلحة وما تشكله من مخاطر جسيمة على المدنيين. ولهذا، يتعين على العاصمة بانغي والدول المجاورة العمل معاً، جنباً إلى جنب مع الجهات الفاعلة على المستوى الإقليمي والمتعدد الأطراف للتصدي لانتشار هذه الجماعات وقطع شبكاتها الإقليمية.
ومن المهم ألا تطغى الحالة المعقدة في جمهورية أفريقيا الوسطى على قناعاتنا بإمكانية بناء السلام من خلال الحوارٍ الشامل، ونرى أن ترسيخ التسامح والحوار بين الثقافات والأديان يعد جوهرياً للحفاظ على النسيج الاجتماعي في البلد ولمواجهة التصاعد المستمر في التوترات بين القبائل والأديان، ولهذا، يتعين على بعثة مينوسكا وحكومة جمهورية أفريقيا الوسطى مضاعفة الجهود للتصدي لانتشار المعلومات المضللة والخاطئة والتي تؤجج خطاب الكراهية. ونرى أن تفكيك أربع جماعات مسلحة من التطورات المشجعة، ونؤكد على أهمية استمرار كل من بعثة مينوسكا والحكومة في التركيز على نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، مع إيلاء اهتمامٍ للبرامج التي تحد من مستويات العنف في المجتمعات.
ثالثاً، أود تسليط الضوء على الروابط المقلقة بين النزاع وتغير المناخ، فكما شهدنا في الماضي، عادةً ما يصاحب موسم الجفاف في جمهورية أفريقيا الوسطى تصاعد أنشطة الجماعات المسلحة، فمع تمكنهم من التنقل بشكل أكبر، تعمل هذه الجماعات على نهب الموارد وبسط سيطرتها على نطاق أوسع. لقد أصبح جلياً وضرورياً للتصدي لتغير المناخ وتداعياته على جمهورية أفريقيا الوسطى، ويشكل ذلك تأثيره المتواصل على انعدام الأمن الغذائي.
إذ يوجد في جمهورية أفريقيا الوسطى حوالي 3.4 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان البلاد، يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي. وبسبب تغير المناخ، يضطر المزارعين إلى التعامل مع مواسم أمطار غير منتظمة وظواهر مناخية ازدادت شدتها أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي والتوترات بين المزارعين والرعاة، وانعدم الاستقرار وجعل السكان أكثر عرضة لآثار تغير المناخ. وسنعمل كرئيس مشارك لفريق الخبراء غير الرسمي المعني للمناخ والأمن التابع لمجلس الأمن وكرئيس مقبل للدورة الـثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP28)، على عقد مناقشات هامة لمعالجة هذه المسألة، فمن المهم تحسين فهمنا حول الصلات القائمة بين المناخ وعدم الاستقرار، وتحديد الأدوات المتاحة واستخدامها لمعالجة هذه الروابط.
وختاماً، علينا في هذا المجلس مواصلة دعم عمل الأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى، مع البناء على الجهود القيادية للاتحاد الأفريقي، ومجموعة الإيكاس والمؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات الكبرى، إذ يجب علينا العمل معاً لدعم جهورية أفريقيا الوسطى في مسارها نحو السلام والاستقرار.
وشكراً.