مشاركة

تلقيه الآنسة غسق شاهين، المنسقة السياسية

السيدة الرئيسة،

أشكر الممثل الخاص السيد عبدو أباري على إحاطته الأولى للمجلس منذ توليه منصبه الجديد، والشكر موصول لرئيس مفوضية مجموعة الإيكاس، السيد جيلبرتو فيريسيمو، على إحاطته القيمة.

السيدة الرئيسة،

تواصل وسط أفريقيا مواجهة العديد من التحديات التي تتطلب مواظبة العمل على التصدي لها ومعالجة أسبابها الجذرية، وفي مقدمتها انعدام الأمن في ظل استمرار الجريمة المنظمة العابرة للحدود وانتشار التطرف والإرهاب، هذا بالإضافة إلى الحالة الإنسانية المتردية التي تتفاقم جراء تغير المناخ وما يرافقه من تداعيات.

واستجابة لهذه الاوضاع المتردية، يجب بلورة نهج شامل يتيح تعزيز التعاون والتنسيق على كافة الأصعدة لا سيما بين الدول المتجاورة، وكذلك بينها وبين الأمم المتحدة والهيئات الإقليمية ودون الإقليمية، إذ لا يمكن إغفال الدور الهام لهذه الجهات في إيجاد حلول عملية وفعالة، فهي تمتلك من الخبرات والأدوات ما يجعلها أهلاً لهذه المهمة.

وتبرز الحاجة لمثل هذا العمل المشترك للتصدي للتحديات الأمنية المعقدة في المنطقة، إذ ساهمت الجهود المتعددة الأطراف في خفض حوادث القرصنة في خليج غينيا مؤخراً، ولكن لاتزال هناك العديد من الجوانب التي تتطلب اهتماماً خاصاً، ومنها استمرار التهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية والمسلحة على الأمن والاستقرار الإقليميين، مثلما شهدنا من الهجمات التي تشنها جماعة بوكو حرام الإرهابية في بحيرة تشاد وغيرها من المناطق. ونرى أن الاجتماعات المشتركة بين المبعوثين الخاصين والأطراف المعنية في المنطقة، ومنها الاجتماع الذي انعقد في نيروبي أكتوبر الماضي، لمناقشة تهديدات الإرهاب والتطرف في منطقة البحيرات الكبرى، تعد جميعها من الأمثلة الهامة على سبل تعزيز التعاون بين المنظمات الإقليمية والأمم المتحدة لدعم الجهود المحلية وبناء قدرات الدول في المنطقة. كما نتطلع إلى القمة المزمع عقدها حول الامن البحري في مطلع العام المقبل والتي ذكرها الممثل الخاص.

وفي ظل ما تمر به دول المنطقة من تطورات على الصعيد السياسي، سواء تلك المتعلقة بالانتخابات أو العمليات السياسية، لا يفوتنا هنا التأكيد على تعزيز مشاركة المرأة وتمكين الشباب، نظراً لدورهم الحيوي في بناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة. ونؤكد أن تحقيق الاستقرار المستدام في وسط أفريقيا يتطلب مواصلة التركيز على الدبلوماسية الوقائية والحوار السياسي الشامل، لمعالجة النزاعات بالطرق السلمية والحيلولة دون نشوبها في المقام الأول، إلى جانب السعي لتعزيز التماسك الاجتماعي في المنطقة.

السيدة الرئيسة،

تتطلب الأوضاع الإنسانية في المنطقة اهتماماً لا يقل عن الاهتمام الذي نوليه لمعالجة الأوضاع الأخرى، إذ يوجد حوالي 13 مليون شخص ممن هم في موضع اهتمام مفوضية شؤون اللاجئين، منهم ما يزيد عن 7.5 مليون نازح داخلي بحاجة إلى تلقي مساعدات إنسانية عاجلة، ويتواجد أكثر من نصفهم في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، الإضافة إلى التحديات الإنسانية المستمرة في المناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية من الكاميرون، إذ نؤكد هنا على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لهم والسماح بوصولها دون عوائق، إلى جانب توفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني.

وعلينا كذلك أن نولي اهتماماً لتداعيات تغير المناخ على الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة حيث تؤثر الأمطار الغزيرة والفيضانات والتصحر على السكان وتلحق أضرارٍ بممتلكاتهم وتزيد كذلك من التوترات والنزاعات. ولهذا، لابد من تعزيز قدرة المجتمعات على الصمود أمام تغير المناخ، بما في ذلك في حوض بحيرة تشاد وحوض الكونغو، الأمر الذي يتطلب استثمار المزيد من الوقت والموارد لوضع حلول فعالة ومستدامة للتحديات المرتبطة بتغير المناخ. ونثني في هذا السياق على جهود مكتب “أونوكا” في دعم الجهات الفاعلة الأفريقية ودونها التي تواصل توسيع نطاق فهمها للصلات القائمة بين تغير المناخ والسلام والأمن في المنطقة. 

وختاماً، السيدة الرئيسة، تجدد دولة الإمارات دعمها لدول المنطقة والمنظمات الدولية والإقليمية وغيرها من الجهات الفاعلة التي تعمل دون كلل لضمان إحلال السلام والاستقرار والازدهار للشعوب في وسط أفريقيا.

وشكراً.