مشاركة

السيد الرئيس،

بدايةً، أشكر السيد كارلوس ماسيو الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للتحقق في كولومبيا على إحاطته القيمة وعلى جهوده وجهود فريقه في هذا الملف. وأود أن أعرب عن ترحيبنا الحار بمشاركة فخامة رئيس كولومبيا إيفان دوكي في اجتماع اليوم، وأن اشكر فخامته على احاطته الوافية وعلى اطلاعنا على التطورات في بلاده.

السيد الرئيس،

بينما تواصل كولومبيا التقدم في مسيرتها نحو إحلال السلام، يتعين علينا أن نستعرض ما حققته حتى اللحظة في هذه المسيرة، وأن نحتفي بمكتسبات الاتفاق النهائي، والأهم من ذلك كله، أن نؤكد على أهمية الالتزام بالبناء على هذه الانجازات. ورغم التحديات القائمة، علينا كذلك أن نقر بما أظهرته الحكومة الكولومبية والأطراف المعنية من عزمٍ لمواجهة مثل هذه التحديات. سيكون في انتظار الإدارة المقبلة مسؤوليات، ولكن أيضاً فرصٍ هامة فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاق النهائي بشكل شاملٍ وكاملٍ.

لقد تمكنت كولومبيا منذ آخر اجتماع للمجلس من إجراء الانتخابات البرلمانية التي تُعَد نجاحاً آخر يُضاف إلى جهود تنفيذ اتفاق السلام بشكلٍ شاملٍ، والذي يظل أمراً جوهرياً في مسيرة كولومبيا نحو تحقيق سلامٍ دائم ومستدام. في هذا الإطار، نأمل بأن تمتد الفوائد المترتبة على الاتفاق الأخير الذي تم توقيعه بين 13 طرفاً سياسياً لمنع العنف خلال الانتخابات إلى مرحلة ما بعد الانتخابات، بحيث يشكل التزاماً بتعزيز السلام والتسامح والحوار على المدى البعيد. ونرحب أيضاً بزيادة عدد النساء المشاركات في الانتخابات البرلمانية، فمشاركتُهُنَّ بشكلٍ هادف ومتساوٍ وكامل، سيساهم في تحقيق سلامٍ مستدام.

وعلى الرغم من إجراء الانتخابات في أجواءٍ هادئةٍ نسبياً، الا أن الوضع الأمني واستمرار العنف في كولومبيا، بما في ذلك في أراوكا وشُوكوَ وبوتومايو، يثير الشواغل ويتطلب إيلاء اهتمام خاص لمعالجة هذه التحديات، بما في ذلك عبر تنفيذ عمليات إعادة الادماج والضمانات الأمنية الواردة في اتفاق السلام، بهدف توفير الحماية والأمن في كولومبيا.

السيد الرئيس،

إنَّ نجاح جهود بناء السلام في كولومبيا، يتطلب أن تتولى المجتمعات المحلية مُلكية وزمام المبادرات المُنْصَبّة في هذا الاتجاه. وقد شَهِدنا مؤخراً إطلاق مجموعة من المبادرات الهامة في مجال إدماج المجتمعات المحلية والتي شملت السلطات المحلية والمقاتلين السابقين والتي تستحق تسليط الضوء عليها، وهي “مجلس السلام” ومبادرة “وسطاء السلام”. كما إن تكثيف الحكومة جهودَها لتنفيذ استراتيجيتها بشأن إعادة إدماج المجتمعات، يؤكد أهمية إحلال السلام وذلك عبر إعادة الادماج اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، حيث نشجع على مواصلة العمل لتحقيق تلك الغايات.

وأخيراً، تواصل دولة الإمارات دعم الجهاز القضائي الخاص من أجل السلام، ودورِه المحوري في عملية العدالة الاصلاحية ونهجِه القائم على الناجين، والتي يمكن عبرها تحقيق المصالحة والعدالة في آن واحد. ونشير هنا بشكل خاص إلى قيام الجهاز القضائي مؤخراً بتنويع وتوسيع نطاق القضايا التي يركز عليها، لتشمل على سبيل المثال تأثير العنف على البيئة، أو العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات. ونتطلع في هذا الإطار الى التقرير المقبل للجنة تقصي الحقائق، ونأمل أن تدعم المجتمعات المحلية هذه العملية ونتائجها على أفضل نحو ممكن، حيث سيشكل التقرير خطوة هامة لتمهيد الطريق في مسيرة كولومبيا نحو تحقيق المصالحة والاقرار بالمسؤوليات. 

وختاماً، ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في كولومبيا، نتطلع أن تبقى عملية الانتخابات آمنة وسلمية وشاملة. وتؤكد دولة الإمارات على دعمها الكامل لحكومة وشعب كولومبيا في جهودهم لتحقيقِ سلامٍ مستدام، وكذلك لبعثة التحقق التابعة للأمم المتحدة ودورِها القيِّم في كولومبيا.

وشكراً.