مشاركة

تلقيه السيدة أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة

السيد الرئيس،

بدايةً أشكُر الممثل الخاص السيد ماسيو على إحاطتِه القيمة وعلى جهوده وجهود فريقه في دعم السلام في كولومبيا، والشكر موصول لرئيس لجنة بناء السلام على احاطته، كما استمعنا باهتمام لاحاطة السيد إتشيفري.

ويُسرنا مُشاركة معالي ألفارو ليفا وزير خارجية كولومبيا معنا اليوم، مُقدرين الجهود المُستمرة للحكومة الكولومبية في تنفيذ الاتفاق النهائي، ويشمل ذلك الإصلاح الريفي والفصل المتعلق بالشؤون الإثنية، إلى جانب وضعَها نُهُجٍ مُبتَكَرة وشاملة تَضمن الأَخذ بآراء مُختلف الجهات الفاعِلة في كولومبيا. ونُرحب بمُواصلة إحراز تقدمٍ في إعداد خطة التنمية الوطنية خاصةً من حيث التركيز على العَمَل المُناخيّ ومُعالجة التفاوتات الاجتماعية.

ومع ذلك، لايزال يُساورنا قلقٌ إزاء استمرار أعمال العُنف والتهديدات ضد المدنيين، بما فيهم المقاتلين السابقين وقادة المجتمع المحلي، الأمر الذي يُؤكد على أهمية تنفيذ الضمانات الأمنية للاتفاق النهائي، باعتبارِها أحد السُبل الرئيسية لتوفير الحماية اللازمة للكولومبيين.

وكما نُدرك جميعناً، إن ضمان التنفيذ الكامل للاتفاق النهائي، إلى جانب اتخاذ إجراءاتٍ لوقف العُنف في كولومبيا، هما هدفان ضروريّان لتحقيق السلام والأمن الدائميّن في كولومبيا، لذلك من المهم أن يعزز كل من الهدفين الآخر بما يحقق السلام المنشود. ونرى في هذا السياق بأنَّ التقدم المُحرَز في الحوار ومُختلَف عمليات السلام من التطورات المُشجعة، إلا أننا نكرر ضرورة وقف جميع الأعمال العدائية لإنجاح هذه الجهود. ونَتطلَع إلى انعقاد الجولة القادمة من محادثات السلام في كوبا، والتي من شأنِها المُساهمة في تَرسيخ السلام في كولومبيا. كما نرى بأن توصيات الأمين العام بشأن أي دورٍ مُحتَمَل لبعثة الأمم المتحدة للتحَقُق في كولومبيا ستكون مفيدة في دعم هذه الجهود.

السيد الرئيس،

نؤكد على أن تَرسيخ المصالحة بين المجتمعات في كولومبيا يَقتضي مواصلة التركيز على المُبادرات المَحلية لإعادة الإدماج، وعلى المُبادرات التي تقودُها المجتمعات المحلية، والعمل على توسيع نطاقها، مع ضمان الأخذ بآراء المتضررين مباشرة من العنف في كولومبيا، ووضعِها في صميم هذه الجهود لِتعزيزها. ومن المُهم كذلك ضمان المُشاركة الكاملة والهادفة والمتساوية للمرأة، وإشراك الشباب في مثل هذه المبادرات، نظراً لدورهم الجوهري في عمليات بناء السلام وحل النزاعات وإعادة الإدماج. ونرى هنا أن زيادة مشاركة المقاتلات السابقات في المشاريع الإنتاجية بنسبة تصل إلى خمسة عشرَ بالمئة خلال عامٍ واحد وفقاً لتقرير الأمين العام هي خطوة في الاتجاه الصحيح. 

ولا شك في أن التقدم المُحرَز في مُختلف مكونات النظام الشامل للحقيقة والعدالة والتعويض وعدم التكرار يواصل إرساء الأُسُسْ اللازمة لتحقيق المُصالحة الشامِلَة والمساءَلة الفعّالة، بما في ذلك في القضايا التي ينظر فيها الجهاز القضائي الخاص من أجل السلام.

وختاماً، تُؤكد دولة الإمارات على دعمها التام لحكومة وشعب كولومبيا في جهودِهم لتحقيق السلام المستدام، وكذلك لبعثة التحقق التابعة للأمم المتحدة على الدور الهام الذي تضطلعُ به لتحويل هذه الغاية إلى واقع.

شكراً السيد الرئيس،