مشاركة

السيدة الرئيسة،

بدايةً أشكر الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للتحقق في كولومبيا السيد/ كارلوس ماسيو على إحاطته القيمة. وأود أن أرحب بممثل جمهورية كولومبيا السيد إميليو أرشيلا والسيدة/ لوز مارينا جيرالدو في هذا الاجتماع.

كما أود أن أشيد باستخدام النرويج للتكنولوجيا المتقدمة لبلورة فهمٍ أعمق لدى أعضاء المجلس حول ما يحدث في الميدان، ونشجع على المزيد من هذه المبادرات، بما يخدم السلم والأمن الدوليين.

السيدة الرئيسة،

كما استمعنا، فقد حققت كولومبيا تقدماً ملموساً في تطبيق مقتضيات الاتفاق التاريخي للسلام مع القوات المسلحة الثورية، والذي احتفلنا مؤخراً بمرور خمس سنوات على توقيعه واستعرضنا مدى نجاح تنفيذه حتى الآن في دعم عملية السلام في كولومبيا، ولكن لاتزال هناك تحديات ينبغي معالجَتُها، وأود أن أؤكد في هذا الصدد على دعم دولة الإمارات الكامل لحكومة وشعب كولومبيا في جهودهم لتحقيقِ سلامٍ مستدام، وأن أؤكد كذلك على دعم بلادي لبعثة التحقق التابعة للأمم المتحدة ودورِها القيِّم في كولومبيا.

أما فيما يتعلق بالحفاظ على التقدم المُحرَز نحو تحقيق سلامٍ دائم ومستدام في كولومبيا، فتود دولة الإمارات التركيز على ثلاث أولويات:

أولاً، من الضروري تهيئة الظروف المناسبة والآمنة لضمان نجاح وشمولية الانتخابات التي ستُعقد في شهري مارس ومايو لهذا العام، بما في ذلك عبرَ ضمان انخراط الأطراف في حوارٍ بنَّاء. ونشير هنا إلى اعتماد حكومة كولومبيا قانون “الدوائر الانتخابية الانتقالية الخاصة للسلام”، والبالغ عددُها 16 دائرة، والذي ساهم في توسيع نطاق مشاركة الكولومبيين في الانتخابات. ونُثني أيضاً على الخطوات التي قامت بها الحكومة لوضع مجموعة من الاستراتيجيات المتعلقة بالوقاية والحماية لضمان إجراء انتخابات آمنة، حيث ستساهم هذه الخطوات في حماية التنفيذ المستدام والشامل لاتفاقية السلام.

ثانياً، ينبغي مواصلة ضمان مشاركة المرأة والشباب في الاستراتيجيات الوطنية. ونشير هنا إلى المشاركة الواسعة للشباب الكولومبيين في انتخابات المجالس البلدية للشباب والتي ستضمن وجود مَن يمثلُهم بشكلٍ أكبر داخل مجتمعاتهم، مما سيساهم في تعزيز دور الشباب في تحديد مستقبلهم. ولكن، لا تزال هناك خطوات هامة يتعين اتخاذُها لحماية النساء في كولومبيا وتعزيز مشاركتِهُن بشكلٍ كامل وهادف وآمن، لاسيما المقاتلات السابقات، نظراً لدورِهُنَّ الهام في تحقيق السلام. ويمكن هنا العمل لإحراز تقدمٍ في تنفيذ الضمانات الأمنية والأحكام المتعلقة بالشؤون الجنسانية في الاتفاق.

وأخيراً، يجب أن تُعطى الأولوية لمسألة التصدي للعنف والتهديدات القائمة والمستمرة ضد قادة المجتمعات المحلية والأعضاء السابقين في جماعة “فارك” وأعضاء الأحزاب السياسية، حتى لا يتم تقويض جهود تحقيق سلامٍ دائم وشامل في كولومبيا.

وعلى الرغم من انخفاض عدد القتلى عام 2021 مقارنةً بالعام الذي سبقه، إلا أنَّ ما أشار إليه تقرير الأمين العام الأخير حول إستمرار عمليات العنف والإستهداف، من شأنه الإضرار بمسار المصالحة وإعادة إدماج المقاتلين السابقين. ويشمل ذلك أعمال العنف مثل الاشتباكات الأخيرة في منطقة أراوكا. لذلك، ينبغي مواصلة تعزيز الجهود التي من شأنها أن تمنع حدوث مثل هذه الأفعال، ومنها تحسين نُظُم الإنذار المبكر. وتشيد دولة الإمارات في هذا السياق بالخطوات التي قام بها “الجهاز القضائي الخاص من أجل السلام” لتحسين الجهود المبذولة لتنفيذ الضمانات الأمنية وتوفير حماية أفضل للمقاتلين السابقين.

السيدة الرئيسة،

 لا يجب أن يقتصر الدعم المُقدَّم لكولومبيا على المجال السياسي، بل من المهم أن يمتد لدعم المجالات الإنسانية والتنموية، خاصة في ظل تداعيات كوفيد-19، مما سَيُساهم في الحفاظ على التقدم الذي حققتهُ كولومبيا لتعزيز الأمن والاستقرار فيها، و نتطلع لتحقيق المزيد أيضاً بالتعاون مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن.

وشكراً.