مشاركة

ترجمة غير رسمية

يرجى المراجعة أثناء الإلقاء

السيد الرئيس، أود أن أشكر الإتحاد الروسي على تنظيم هذا الاجتماع، كما أشكر كلاً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش والأمين العام ستانيسلاف زاس على احاطتيهما القيمتين.

تولي دولة الإمارات اهتماماً كبيراً بإعطاء الأولوية لوجهات النظر الإقليمية بشأن حل النزاعات وبناء السلام واستدامته. وبصفتنا عضواً في العديد من المنظمات الإقليمية وشبه الإقليمية، كجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي، فإننا نقدر ما تتيحه هذه المنظمات من سبل التواصل والتنسيق لمعالجة التحديات المشتركة معاً.

كذلك تدعم دولة الإمارات مبدأ إيجاد حلول إقليمية للمشاكل الاقليمية، وذلك في ضوء إلمام الآليات الإقليمية بالسياقات المحلية والمعرفة اللازمة لدعم التوصل لحلول مستدامة. وفي بعض القضايا الإقليمية التي يترتب عليها آثار دولية، تستطيع المنظمات الإقليمية من خلال معرفتها بالسياق المحلي توفير معلومات هامة تفيد عمل المجلس. ومن هذا المنطلق، يسعدنا أن نرى الأمم المتحدة تُعزز علاقاتها مع مختلف المنظمات الإقليمية وشبه الإقليمية، ومنها منظمة معاهدة الأمن الجماعي. ونتطلع للبناء على هذه العلاقات من خلال زيادة مشاركة الجهات الفاعلة الإقليمية في مناقشات مجلس الأمن، حيث تُعتبر مناقشتنا اليوم مثالاً جيداً على كيفية إثراء مداولات المجلس بشأن التحديات الأمنية التي تؤثر على منطقة آسيا الوسطى عبر الاستماع للأصوات الُمشاركة من المنطقة.

وفي سياق وجود العديد من الأهداف المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ومنها بناء السلام ومكافحة الإرهاب والاتجار غير المشروع في الأشخاص والمخدرات والأسلحة، يتعين على مجلس الأمن أن يشجع زيادة التعاون والتنسيق بين الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الإقليمية وتبادل أفضل الممارسات بينهما. وننوه في هذا الشأن بالتواصل المنتظم الذي يحدث على مستويات رفيعة وعلى المستوى العملي بين كل من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وإدارة الشؤون السياسية وبناء السلام التابعة للأمم المتحدة، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وإدارة عمليات السلام.

إن التعاون بين منظمة معاهدة الأمن الجماعي والأمم المتحدة والمنظمات شبه الإقليمية الأخرى في منطقة آسيا الوسطى يُعتبر أمراً ضرورياً، لاسيما في ضوء التطورات الأخيرة في أفغانستان، حيث تشكل التحديات الناجمة عن التحولات الجذرية في البيئة السياسية والأمنية في أفغانستان مخاطر ذات أبعاد إقليمية لمنطقة آسيا الوسطى. وتشمل هذه المخاطر ارتفاع معدلات الجريمة العابرة للحدود الوطنية، وتهريب المخدرات، والأنشطة الإرهابية، وتدفق اللاجئين. وفي هذا السياق نرحب بالتواصل المنتظم بين منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وكل من مركز الأمم المتحدة الإقليمي لآسيا الوسطى، وبعثة الأمم المتحدة في أفغانستان وذلك من أجل تنسيق سبل مواجهة التهديدات الناجمة عن الإرهاب والتطرف في المنطقة وكذلك التحديات الأخرى العابرة للحدود.

أما فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة في كازاخستان، تتابع دولة الامارات مستجدات استقرار الأوضاع في كازاخستان. وقد أعربنا عن دعمنا لجهود حكومة كازاخستان في الحافظ على الأمن والاستقرار داخل حدودها وتلبية تطلعات شعبها، حيث تعد مثل تلك الخطوات عاملاً مهماً لاستقرار دول الجوار والمنطقة بشكل عام.

وختاماً، السيد الرئيس، يجب على مجلس الأمن أن يضمن وبشكل مستمر الأخذ بعين الاعتبار وجهات النظر الإقليمية عند النظر في البنود المدرجة على جدول أعماله، حيث أن العوامل المؤدية للنزاعات، كالإرهاب أو الاتجار في المخدرات، لا يمكن احتواؤها بسهولة داخل حدود الدولة أو معالجتها من قبل دولة بمفردها. إن الاستفادة من خبرات الدول المجاورة والاستماع لوجهات نظرها يُعتبران عنصران أساسيان من أجل وضع استراتيجيات شاملة لمنع النزاعات وحلها.

وشكراً،