السيد الرئيس،
أشكر كلاً من السيد فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والسيد ويشيونغ تشن المدير التنفيذي بالإنابة للمديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب، على إحاطتيهما القيّمتَيْن.
السيد الرئيس،
تُولي دولة الإمارات أهمية كبيرة للتصدي للتطرف ومكافحة الإرهاب بما يتماشى مع القانون الدولي. ورغم التقدم الذي أحرزه المجتمع الدولي في الحرب ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، بما في ذلك عبر مقتل زعيم التنظيم الأسبوع الماضي، إلا أنه وِفقاً لتقرير الأمين العام الأخير، لاتزال تهديدات داعش قائمة وخطيرة لاسيما مع انتشاره في عدد من الدول الأفريقية. كما يُواصِل الإرهابيون استغلال الثغرات الأمنية والسياسية وتفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة لبسط نفوذهم.
وفي سياق التطورات الأخيرة في أفغانستان والتي أثارت مَشاغِل دُولية إزاء إمكانية تحوُّلها إلى بؤرةٍ للإرهاب ووِجهةٍ للمقاتلين الإرهابيين الأجانب، نؤكد ضرورة ألا تُستخدم أفغانستان كمَلاذٍ آمن للإرهابيين أو لتهديد استقرار الدول المجاورة.
السيد الرئيس،
لا توجد أي دولة أو منطقة آمنة من الإرهاب، ولا يمكن التصدي لهذا التهديد العابر للحدود والقضاء عليه كلياً دون تَوحيد الصفوف وتضافر الجهود الدولية. وعليه، أود التركيز على النقاط التالية:
أولاً، يجب عدم التهاون مطلقاً مع الأعمال والجماعات الإرهابية التي تُهدِد الاستقرار الدولي وتُنَفِذ هجماتها ضد المدنيين الأبرياء. ونشير هنا إلى تعرض بلادي مؤخراً لهجمات إرهابية آثمة قامت بها ميليشيا الحوثي استهدفت فيها مدنيين ومنشآت مدنية، في انتهاكٍ صارخٍ للقانون الدولي. وعليه، نحث الدول على التنسيق وتبادل المعلومات وتفعيل العقوبات الدولية على هذه الجماعات لردعها عن أي سلوك يُهدد السِلم والأمن الدوليين.
ثانياً، يتعين مواصلة تطوير الاستراتيجيات والقوانين الوطنية والدولية مع الأخذ بعين الاعتبار العوامل المحلية والإقليمية. وفي هذا السياق، يعمل مركز هداية بالتعاون مع أكثر من 100 دولة لمنع التطرف والإرهاب، بما في ذلك عبر وضع خطط وطنية تلائم السياقات المحلية.
ثالثاً، تُعد التكنولوجيا المتقدمة سلاحاً ذا حَدّين، مما يتطلب اتخاذ التدابير اللازمة لمنع الإرهابيين من استغلالها لتمويل أو تنفيذ عملياتهم، مع السعي في نفس الوقت لتسخير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتحصين المجتمعات من بَراثِن التطرف والإرهاب. وفي هذا السياق، تواصل بلادي عبر رئاستها المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ” لـمجموعة عمل الاتصال التابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش” في التصدي للخطاب المتطرف والموجّه الذي ينشره، والاستمرار في توجيه رسالة مضادة وواضحة له. وتتم هذه الجهود عبر تبادل الخبرات مع الدول، ووضع استراتيجيات شاملة، فضلاً عن التعاون مع المؤسسات ذات الصلة. كما يواصل مركز صواب في أبوظبي التصدي للادعاءات الكاذبة لداعش عبر اطلاق حملات تَوعَوية، ومنها حملة “أفريقيا ضد التطرف” وذلك لردع تَغَلغُل التنظيم ومحاولاته للتوسّع في أفريقيا.
وأخيراً، علينا اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لِتَحصين الشعوب من التطرف والإرهاب، من خلال نشر قِيَم التعايش السِلمي، وتمكين المرأة والشباب، ومضاعفة جهودنا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما يجب تكثيف الجهود لتحقيق الاستقرار وإعادة إعمار المناطق المحررة في العراق وسوريا. فمن خلال رئاستنا المشتركة مع الولايات المتحدة وألمانيا لمجموعة عمل الاستقرار ضمن التحالف الدولي، ساهمت بلادي بما يزيد عن 170 مليون دولار لدعم هذه الجهود من خلال إعادة بناء البُنية التحتية والمواقع التاريخية، وبناء القدرات الوطنية، وتشجيع العودة الآمنة للنازحين داخلياً.
وختاماً، تؤمن دولة الإمارات أننا باتحادنا أقوى، وأنّ تسخير طاقتنا وجهودنا معاً سيساهم بدحر آفة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للشعوب.
وشكراً.