مشاركة

يلقيه سعادة السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوبة الدائمة والقائم بالأعمال بالإنابة

السيد الرئيس،

أشكر الأمين العام المساعد السيد خياري على إحاطته، وأرحب بمشاركة اليابان وجمهورية كوريا في اجتماع اليوم.

نجتمع مرة أخرى في وقت تتصاعد فيها التوترات في شبه الجزيرة الكورية، حيث واصلت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في الأيام القليلة الماضية سلوكها الاستفزازي والخطير عبر إطلاقها سلسلةٍ أخرى من الصواريخ الباليستية في انتهاكٍ لقرارات مجلس الأمن. إن إطلاق ما يُعتقد بأنه صاروخ باليستي عابر للقارات في 3 نوفمبر هو الإطلاق السابع من نوعه في العام 2022 وحده. ويجب ألا ننظر إلى عمليات الإطلاق الأخيرة هذه بمعزلٍ عن سابقاتها، فقد تمادت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في سلوكها المتهور وغير المسؤول لفترةٍ طويلة ودون رادع، لذلك لا يجب على المجلس أن يتعامل مع هذه الحالة على أنها مجرد عملية اعتيادية في الوقت الذي يعيش فيه شعب اليابان وجمهورية كوريا والمنطقة تحت التهديد المستمر بتعرضهم لخطرٍ وشيك.

يتحتم علينا أن نتعاون معاً الآن، أكثر من أي وقتٍ مضى، للتصدي للتهديد الذي تشكله جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، والتي يجب عليها احترام القانون الدولي، وخاصةً قرارات مجلس الأمن التي تحظر إطلاق الصواريخ الباليستية والتجارب النووية، ونُدين في هذا الصدد إطلاق الصواريخ بصورةٍ غير قانونية وأي أعمال أخرى تقوّض الهيكل العالمي لعدم الانتشار، ونحث جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية على اختيار الدبلوماسية والحوار عِوضاً عن الاستفزاز والتصعيد.

ونواصل في هذا السياق الإعراب عن بالغ قلقنا إزاء خطط جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الواضحة لإجراء التجارب النووية، وندعوها إلى الامتناع عن إجراء المزيد من التجارب غير القانونية والعودة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والتخلي عن جميع أسلحتها النووية وبرامج الصواريخ ذات الصلة وتنفيذ ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والوفاء بالتزاماتها بشأن نزع السلاح النووي.

السيد الرئيس،

يجب على مجلس الأمن أن يضاعف جهوده للحفاظ على السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية وحماية نظام عدم الانتشار العالمي. وبينما يتضح أن عقوبات مجلس الأمن لم تمنع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية من تطوير قدراتها النووية والباليستية، إلا أن تلك العقوبات قد ساعدت بلا شك على إبطاء وتيرتها. ونحث جميع الدول الأعضاء على التمسك بنظام عقوبات 1718 واتخاذ جميع التدابير الممكنة لمنع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية من الاستمرار في التهرب من الجزاءات. وتحقيقاً لهذه الغاية نُعرب عن استعدادنا للعمل مع جميع أعضاء المجلس ومعالجة أي مخاوف قد تنشأ عن التدابير التي يتخذها المجلس.

السيد الرئيس،

لا تزال الحالة الإنسانية لشعب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تشكل مصدر قلق شديد. فمن المؤسف في ظل ما شهدناه من إطلاق جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية عشرات القذائف في يومٍ واحد، استمرار توجيه الموارد الشحيحة لهذا البلد لتطوير قدراتها العسكرية بدلاً من الاستجابة للاحتياجات الإنسانية والإنمائية المُلحة لشعب كوريا الشمالية. وعليه، ندعو جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية مرةً أخرى إلى التعاون مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتخفيف من الوضع الإنساني لشعبها من خلال تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والسماح لمنظمات الإغاثة والمنسق المقيم للأمم المتحدة بتنفيذ أنشطتهم الحيوية داخل البلاد.

وفي الختام، ترى دولة الإمارات أن التهديد النووي الذي يشكله سلوك جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية يحتّم على مجلس الأمن ألّا يقف مكتوف الأيدي. 

وشكراً، السيد الرئيس.