مشاركة

تلقيه معالي السفير ة لانا نسيبة، المندوبة الدائمة 

ترجمة غير رسمية

يرجى المراجعة أثناء الالقاء

السيد الرئيس،

أشكُر السيد خالد خياري، على إحاطتِه القيّمة، ونُرحب بمشاركة كل من جمهورية كوريا واليابان في جلسة اليوم.

تنضم دولة الإمارات إلى الأمين العام السيد غوتيريش في الإعراب عن الإدانة الشديدة لإطلاق جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية صاروخ باليستي متوسط المدى في الرابع من أكتوبر الحالي، والذي حَلقَ فوق الأراضي اليابانية لأول مرة منذ خمس سنوات، إذ يشكل هذا التصعيد الخطير تهديدا صارخاً على حياة المدنيين وحركة الملاحة الجوية والبحرية، ونعرب في هذا السياق عن دعمنا الكامل لليابان وشعبها.  كما يعد الاطلاق الأخير للصاروخ الباليستي جزءاً من السلوك المتهور وغير المسؤول المستمر من جانب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية التي استأنَفت تجاربها الصاروخية منذ سبتمبر العام الماضي، في مخالفة صريحة للعديد من قرارات مجلس الأمن.

وفي سياق اجتماع اليوم، أود التأكيد على النقاط التالية:

أولاً، نُجدد دعوتَنَا إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لاحترام القوانين والأعراف الدولية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ونَحُثُها على ضبط النفس وتغليب الدبلوماسية والحوار. ونُشدد على إدانتِنا لأي تجارب صاروخية وكذلك لأي مساعٍ لامتلاك الأسلحة النووية وكل ما يقوض جهود عدم الانتشار.  ونُعرب هنا عن قلقنا إزاء التقارير التي تفيد بأن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية قد تكون مستعدة لإجراء تجربة نووية، بالإضافة إلى القانون الذي أصدره البرلمان الشهر الماضي بحق امتلاك الأسلحة النووية والسماح باستخدامها بشكل استباقي.

ثانياً، نُؤكد على أهمية الامتثال الكامل لجميع الدول بالنظام العالمي لنزع السلاح وعدم الانتشار، لا سيما في ظل المرحلة المفصلية التي يمر بها ذلك النظام، إذ لا شك أن النمط التصعيدي الذي تتبعه جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية عبر تطوريها برنامج للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، يؤثر سلباً على الهيكل العالمي لنزع السلاح وعدم الانتشار، ونتفق مع التقييمات التي تفيد بأن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أصبحت أكثر جرأة بس تقاعس المجلس عن اتخاذ اجراءٍ بهذا الشأن.

ثالثاً، يتوجب على مجلس الأمن تكثيف الجهود لصون السلم والأمن في شبه الجزيرة الكورية والحفاظ على النظام العالمي لعدم الانتشار، حيث سيكون ذلك ضرورياً لمنع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية من الانخراط في التهريب غير المشروع للأسلحة والمكونات ذات الصلة في السوق السوداء. وخلال بذل مثل هذه الجهود، يتعين على المجلس النظر في استخدام كافة الإجراءات المتاحة لديه، مثل العقوبات. ونحن على استعداد للعمل مع باقي أعضاء المجلس لمعالجة الشواغل التي قد تنتج عن استخدام المجلس لِمثل هذه الاجراءات. وفي الوقت ذاته، ندعو مجدداً جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية إلى استئناف الحوار مع الأطراف المعنية وتغليب الحلول الدبلوماسية، ونزع السلاح النووي بشكلٍ كامل يمكن التحقُق مِنه ولا رجعَة فيه، لإحلال السلم والأمن في شبة الجزيرة الكورية.

رابعاً، وبينما يواصل صانعو القرار في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تسخيّر الموارد المحدودة لتطوير الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، تواصل دولة الإمارات الإعراب عن قلقها إزاء استمرار تردي الأوضاع الإنسانية للشعب الكوري الشمالي الذي يُعاني غالبيته من الفقر. كما نَحُث جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية على التعاون مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتخفيف الأوضاع الإنسانية الراهنة عبر تيسيّر دخول المساعدات الإنسانية والسماح للمنظمات الإغاثية والمنسق المقيم للأمم المتحدة بمزاولة أنشطتهم الحيوية من داخل البلاد.

وختاماً، تُؤكد دولة الإمارات على أهمية تحدث مجلس الأمن بصوتٍ واحد حتى يضطلع بمسؤوليته في صون السلم والأمن الدوليين، وخفض التصعيد الذي تتزايد حدته في هذا الخطاب النووي الخطير، فالمؤشرات تدق ناقوس الخطر لهذا المجلس وتقتضي استجابة لها.

وشكراً لك، السيد الرئيس.