تلقيه السيدة أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة
السيدة الرئيسة،
بدايةً أشكر المُمثلة الخاصة السيدة كيتا علىجهودها وجهود فريقها، ونقدر احاطتها القيمة. والشكر موصول للسفير بيانغ على بيانه الشامل، واستمعنا باهتمام لمداخلة السيدة آني مودي. كما أُرحب بمشاركة معالي وزير خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية السيد لاتوندا أبالا، وممثل رواندا في هذه الجلسة.
السيدة الرئيسة،
تثمن دولة الإمارات تأكيد حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية على التزامها بعقد الانتخابات كما هو مخططٌ لها نهاية هذا العام، بما في ذلك عبر نشر اللجنة الوطنية المُستقلة للانتخابات قوائم المرشحين ودعوة مراقبين اقليميين ودوليين للأشراف على الانتخابات وكذلك هيئات الأمم المتحدة المعنية. ونشجع بعثة مينوسكو، بصفتها شريكاً رئيسياً في هذه العملية، على مواصلة تقديم الدعم اللازم في هذا الجانب، بما يتماشى مع أولويات جمهورية الكونغو الديمقراطية وولاية البعثة.
ومن المهم خلال الفترة المقبلة أن تواصل بعثة مينوسكو تيسير المُشاركة السياسية الشاملة في العملية الانتخابية، بما في ذلك تعزيز مشاركة المرأة، على أن يتم ذلك بشكلٍ هادفٍ وكامل، لضمان فعالية هذه الجهود. فكما يُوضح تقرير الأمين العام، ساهمت ورش العمل التي نظمتها بعثة مينوسكو خلال الأشهر الأخيرة في بونيا وجنوب كيفو على زيادة عدد النساء المُرشحات لشغل مناصب سياسية، ونتطلع إلى مواصلة البناء على هذه المكتسبات الهامة.
ونأمل كذلك أن تركز البعثة، ضمن مجالات عملها، على ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي بين المجتمعات والتصدي لخطاب الكراهية، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2686 بشأن “التسامح والسلم والأمن الدوليين”، لأهمية هذا النهج الوقائي في إرساء الأمن والاستقرار على المدى البعيد والحيلولة دون تفاقم النزاعات.
السيدة الرئيسة،
إن انعدام الأمن في شرق البلاد لايزال يشكل مَصدر قلق لنا، خاصة مع استمرار أنشطة الجماعات المسلحة. وفي الوقت الذي نؤكد فيه على ضرورة احترام حركة 23 مارس وقف إطلاق النار، نُكرر دعواتنا إلى الحركة وكافة الجماعات المسلحة الأخرى بأن تلقي أسلحتها وأن توقف أعمالها العدائية التي ندينها، وأن يتم ذلك بشكلٍ دائم، ودون قيدٍ أو شرط.
ونرى خلال الفترة المُقبلة ضرورة اتباع نهجٍ شامل للتصدي لانعدام الأمن في البلاد، وتوفير الحماية للمجتمعات، مع إيلاء الأهمية لأوضاع النساء والفتيات بشكلٍ خاص، وضمان حمايتهن. ويأتي في صلب ذلك أن تلتزم جميع الجماعات المسلحة بالقانون الدولي الإنساني وأن توقف جميع أشكال العنف ضد المدنيين.
ونظراً للتداعيات الإقليمية للنزاع الدائر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، نؤكد على أن حل الخلافات وتهدئة التوترات في المنطقة يتطلب عملية سلامٍ شاملة، وبقيادة أفريقية، تعتمد في جوهرها على الحوار والتواصل البنّاء بين الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين.
ولهذا، نرى أن جهود الوساطة الإقليمية الحالية تستحق الثناء والدعم، ونأمل بأن تؤدي القمم والاجتماعات التي عقدت في المنطقة خلال الفترة الماضية إلى حشد الزخم المطلوب لترسيخ الأمن والاستقرار، الأمر الذي يتطلب تكامل جميع هذه المبادرات، والعمل في الوقت ذاته على التنسيق بشكلٍ وثيق مع الحكومة الكونغولية لإنجاحها.
السيدة الرئيسة،
فيما يتعلق بمستقبل بعثة مينوسكو، نشكر الأمين العام على توصياته حول هذه المسألة، والتي نتطلع إلى مناقشتها في المجلس بشكلٍ بناء خلال الأسابيع القادمة. وفي إطار رسالة حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية والتي تطالب فيها بتسريع عملية الانسحاب لبعثة مينوسكو – وهو ما تطرق له أيضاً الرئيس تكشيدي في الجمعية العامة الأسبوع الماضي – نؤكد على ضرورة الأخذ بوجهات نظر الدولة المضيفة في مداولاتِنا، وضمان استمرار الحوار والتواصل بين الحكومة وبعثة مينوسكو، مع وضع تطلعات وتوقعات الشعب الكونغولي في صلب المناقشات المتعلقة بمستقبل البعثة.
وأخيراً، تحث دولة الإمارات الوكالات المعنية في الأمم المتحدة على مواصلة العمل مع السلطات الوطنية للتخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية في البلاد، وتحديداً على الأطفال، حيث يعاني ما يقرب من مليون طفل من سوء التغذية الحاد، هذا إلى جانب الظروف الصعبة التي يمر بها الأطفال النازحين. كما أن إغلاق أكثر من 1000 مدرسة هو أمر غير مقبول، إذ يجب علينا حماية مستقبل هذا الجيل وتمكينه، فهو من سيتولى يوماً قيادة البلاد.
ونؤكد على أن معالجة جميع هذه التحديات على نحوٍ مستدام يتطلب احراز تقدمٍ ملموس على المسارات السياسية والأمنية، بحيث يسود البلاد الاستقرار والازدهار.
وشكراً، السيدة الرئيسة.