مشاركة

تلقيه السيدة أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة  

السيدة الرئيسة،

بدايةً أشكر السيدة كيتا على إحاطتـِها المُفصلة وعلى جهودها، والشُكر موصول للسفير بيانج على قيادتِه للزيارة التي أجرتها اللجنة المنشأة بموجب القرار 1533 إلى الكونغو الديمقراطية ورواندا وأوغندا مؤخراً، وللسيدة ليلي ندونغ على اطلاع المجلس بتفاصيل هذه الزيارة، التي انضم إليها وفد بلادي وأعطتنا صورة أوضح عن حالة تنفيذ العقوبات على الأرض.   وأُرحب بمشاركة معالي كريستوف لوتندولا أبالا، نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية في اجتماع اليوم، وكذلك بمشاركة ممثلي كل من رواندا وبوروندي.  ولا يفوتني أن أذكر أنني أقدر مداخلة السيد بيتر ماتسوكي ومساعي مجموعة شرق أفريقيا لدعم السلام والاستقرار في الكونغو الديمقراطية والمنطقة.

السيدة الرئيسة،

أعرب عن قلق دولة الإمارات البالغ إزاء تصاعد الاضطرابات الأمنية في شرق الكونغو الديمقراطية جَرّاء هجمات الجماعات المسلحة، والتي تستـهدف المدنيين، وتُهدد بتقويض جهود السلام وما أحرزه المجتمع الدولي من تقدمٍ بعد مرور عقودٍ على تواجدِه في الكونغو الديمقراطية. وتزداد الشواغل إثر ارتفاع حِدَّة الخطاب التحريضي وتفاقم الأزمة الإنسانية الحادة نظراً لتصاعد وتيرة النزاع واستمرار تفشي فيروس الإيبولا وبشراسة ونزوح المزيد من المدنيين. وتوضح الأرقام هنا فداحة الأوضاع، خاصة مع وصول أعداد النازحين إلى خمسة ملايين وسبعمائة ألف شخصٍ في البلاد حتى اللحظة، وهو أعلى معدل للنزوح سُجل في أفريقيا.

وبالتالي، تستوجب المرحلة الراهنة تغليب لُغَة الحوار والتركيز على خفض التصعيد والتوترات، مع إيلاء أهمية قصوى لحماية المدنيين، وكذلك تستوجب مضاعفة الجهود السياسية الإقليمية وضمان شموليتها وقدرتها على تحقيق نتائج ملموسة قدر الإمكان.  ونرحب في هذا السياق بالجهود الأخيرة لقادة المنطقة لتحقيق الاتساق بين خارطة طريق لواندا وعملية نيروبي، وعلى مشاركتهم رفيعة المستوى مع الجهات الفاعلة في لواندا وكينشاسا.

وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة للسكان، نؤكد على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المحتاجين والمتضررين في البلاد بشكلٍ آمن ودون عوائق. كما يجب أن تظل حماية المدنيين والعاملين في الجهات الإنسانية وكذلك أمن وسلامة موظفي الأمم المتحدة ومرافقها في سُلّم الأولويات لحكومة البلاد وبعثة مونوسكو.

السيدة الرئيسة،

تَقتضي الأوضاع تكثيف العمل للتصدي للانتشار الـمُتزايِد لخطاب الكراهية والمعلومات المُضَلِّلَة والخاطِئة، ويشمل ذلك الخطاب التحريضي ضد الأمم المتحدة. وهنا، نرى أهمية مُساهَمَة كافة الجهات الفاعلة في مساعي الأمم المتحدة على تفنيد التضليل، إذ يُمكن – على سبيل المثال – التوضيح بأن حظر الأسلحة المفروض من قبل المجلس هو على الجماعات المسلحة وليس على الحكومة.  ويمكن كذلك لبعثة مونوسكو النظر في اعتماد استراتيجية جديدة للتصدي لخطاب الكراهية والمعلومات المُضَلِّلَة ويشمل ذلك إشراك المجتمعات المحلية في هذه الجهود.

أما بالنسبة لأوضاع النساء والفتيات في البلاد، فتتطلب انتباهاً خاصاً من المجتمع الدولي، إذ لا يخفى عليكم بأنهن المستهدف الأول للعنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، الأمر الذي يستدعي محاسبة مرتكبي هذه الجرائم مع تقديم الحماية والدعم الكافيين للنساء والفتيات.

ونؤكد هنا على أن حماية المدنيين على المدى البعيد تتطلب بذل المزيد من الجهود لتهيئة الظروف المناسبة لتنفيذ برنامج نزع السلاح والتسريح وإنعاش المجتمعات وتحقيق الاستقرار، وغيره من المشاريع الهادفة إلى إصلاح القطاع الأمني، بحيث يصبح خيار إعادة الادماج هو الخيار الوحيد المتاح لكافة الجماعات المسلحة.

وفي سياق استعداد المجلس لتجديد ولاية مونوسكو خلال الأسابيع المقبلة، لا يفوتنا التأكيد على الدور الهام للبعثة في ردع أنشطة الجماعات المسلحة من جانب، وانخراطها مع الجهات السياسية من جانب آخر لتهيئة بيئة مؤاتية للانتخابات المقبلة. ونرى هنا أهمية أن تعمل البعثة على تيسير الحوار مع المجتمعات المحلية وفيما بينها، بما يضمن تحقيق التماسك الاجتماعي في البلاد.

وختاماً، السيدة الرئيسة، ستواصل دولة الإمارات دعم مسار الكونغو الديمقراطية والمنطقة نحو السلام والاستقرار.

وشكراً.