مشاركة

بداية أشكر النرويج على قيادتها لعملية المشاورات، وكذلك أشكر كافة أعضاء المجلس على انخراطهم الإيجابي فيها. 

إن اعتماد مجلس الأمن اليوم قراراً بشأن تجديد تفويض ولاية بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان (يوناما)، يُشكل خطوة هامة ضمن جهود المجلس لمعالجة الوضع في أفغانستان. حيث تعكس المهام المعتمدة للبعثة، حرص المجتمع الدولي على الاستجابة لاحتياجات الشعب الأفغاني، لاسيما النساء والفتيات.

ونعرب هنا عن بالغ قلقنا إزاء استمرار تفاقم الأوضاع الإنسانية في أفغانستان، في الوقت الذي يفتقر فيه الاقتصاد إلى السيولة المالية اللازمة لتأدية وظائفه الأساسية، فضلاً عن الحد من حريات وحقوق النساء والفتيات بشكل كبير، وكذلك خطر تصاعد تهديدات الإرهاب.

في ظل هذه الحقائق، نرى أهمية الولاية المعتمدة من حيث منحها التفويض اللازم للبعثة لمواصلة دورها الحيوي في أفغانستان، والتصدي لمجموعة من التحديات الملحة والتي تقع تحت ولاية البعثة. كما ستتيح المجال للبعثة لدعم الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في أفغانستان، ووضعها على المسار الصحيح لتحقيق مستقبل أكثر استدامة.

ونرحب بالحفاظ على دور البعثة في حماية حقوق النساء والفتيات، باعتباره ركيزة أساسية في عمل ولايتها، لاسيما مع استمرار التمييز القائم ضدهن. وهنا، نؤكد على أهمية أن يستمر المجتمع الدولي في بذل كافة الجهود، لتحسين أوضاع النساء والفتيات في أفغانستان، عبر التنسيق بشكل فعال ومنتظم ومستدام مع كافة الجهات المعنية.

وبشأن الأوضاع الإنسانية، ورغم الجهود الحثيثة التي بذلتها الأمم المتحدة خلال الأشهر الماضية، إلا أن الاحتياجات الانسانية الراهنة تتزايد بشكل كبير، ولكننا على ثقة من أن الولاية المجددة، ستمكن البعثة من مواصلة دورها في تنسيق الاستجابة الإنسانية، بالتعاون مع الهيئات الفاعلة ذات الصلة والمتواجدة في أفغانستان.

ونشدد أيضاً على أهمية المحور السياسي في ولاية البعثة، حيث يعمد إلى تمكين البعثة من مواصلة الانخراط في حوار مع طالبان، والاستمرار في إيصال رسائل المجتمع الدولي، حول أهمية الحوكمة الشاملة.

كما نود التأكيد مجدداً على دور منظمة التعاون الإسلامي، حيث تظل شريكاً هاماً لكل من أفغانستان، وبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان (يوناما)، بما في ذلك في المجالات الثقافية والدينية والإنسانية.

وأخيراً، تعد هذه الولاية جزءاً من الاستجابة للتحديات في أفغانستان، إذ يتعين على المجتمع الدولي، وخصوصاً مجلس الأمن، مواصلة التركيز على معالجة الوضع فيها. وتتطلع دولة الإمارات إلى الاستمرار في تقديم الدعم لتحسين الأوضاع الأمنية، وتحقيق الاستقرار والازدهار في أفغانستان والمنطقة.