مشاركة

يلقيه سعادة السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوبة الدائمة

ترجمة غير رسمية

يرجى المراجعة أثناء الإلقاء

السيدة الرئيسة،

بدايةً، اسمحوا لي أن أرحب بمعالي الوزيرة أولتا جاجكا وأشكرها على حضورها اليوم وترؤسها هذا الاجتماع الهام. كما أشكر الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، سعادة السيد جوزيب بوريل، على إحاطته الوافية.

لقد لعب الاتحاد الأوروبي دوراً فاعلاً في إحلال السلام والاستقرار في القارة الأوروبية، من خلال تعزيز التعاون والتكامل الإقليميين، إذ يوضح نموذج الاتحاد الأوروبي أهمية المقاربات الإقليمية، ليظهر الاتحاد كقطب رئيسي في العلاقات الدولية، وليتحول على مر السنوات من لعب دور إقليمي إلى دور دولي. اليوم، تعزز مبادرات الاتحاد الأوروبي في جميع أنحاء العالم، جهود الأمم المتحدة ومجلسنا هذا في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

وخارج نطاق حدود الاتحاد الأوروبي، ندرك مساهمات الاتحاد في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة الأوروبية ككل، وجهوده في تسهيل الحوار بين كوسوفو وصربيا، وكذلك دوره في تنفيذ اتفاقية دايتون في البوسنة والهرسك، من خلال قوة تحقيق الاستقرار متعددة الجنسيات يوفور – ألثيا. وتلك أمثلة على دور الاتحاد في حل التوترات في منطقة غرب البلقان.

ويواصل الاتحاد الأوروبي إظهار قدرته بأن يكون جهة فاعلة رئيسية في المجال الإنساني، إذ شهدنا ذلك مرة أخرى في استجابته للأزمة الإنسانية الناتجة عن الصراع في أوكرانيا. فمع تحول أكثر من ربع سكان أوكرانيا إلى نازحين، وتسجيل ما يقرب من خمسة ملايين أوكراني كلاجئين في جميع أنحاء أوروبا، تثني دولة الإمارات على عمل الاتحاد الأوروبي في مساعدة الدول التي تستضيف الفارين من منازلهم بحثاً عن الأمان. في الوقت ذاته، يمثل دعم الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإنسانية في أوكرانيا، ودعمه للمحتاجين من المدنيين بتقديمه مساعدات تجاوزت قيمتها 373 مليون يورو، شريان حياة لهؤلاء المدنيين.

السيدة الرئيسة،

يواصل الاتحاد الأوروبي تقديم مساهمات مهمة في الاستجابة لانعدام الأمن الغذائي، وتحسين الرعاية الصحية العالمية، بما في ذلك دعم الاتحاد الأوروبي لبرنامج الأغذية العالمي، وتقديمه الدعم المالي لبرنامج المساعدات النقدية التابع لبرنامج الأغذية العالمي. وتعد هذه الشراكة في هذا الوقت غاية في الأهمية، حيث تواجه البلدان النامية ضغوطاً جديدة بسبب الزيادة في أسعار المواد الغذائية الأساسية، مما يعرض الناس الذين يرزحون تحت ظروف صعبة لمخاطر أكبر.

وفي سياق دعم الاتحاد الأوروبي لمكافحة جائحة كوفيد-19، نشيد بتبرعه بأكثر من 400 مليون جرعة من اللقاحات عبر برنامج “كوفاكس” التابع للأمم المتحدة، كجزء من عمليات تسليم الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لأكثر من مليار و400 مليون جرعة في جميع أنحاء العالم. وبالرغم من أهمية تلك المساهمات، إلا أنه يتم تذكيرنا باستمرار بأن الجائحة لم تنتهي. ونود التأكيد على أن الاتحاد الأوروبي، إلى جانب المانحين الرئيسيين الآخرين، يجب أن يعملوا لضمان تحقيق المساواة العالمية في الحصول على اللقاحات.

وأخيراً، بالإضافة إلى أهمية تعزيز التعاون بين المنظمات الإقليمية والأمم المتحدة، ننتهز هذه الفرصة لتسليط الضوء على ضرورة التعاون بين المنظمات الإقليمية في القضايا ذات الاهتمام المشترك. أما فيما يتعلق بالانخراط في مناطق أخرى، فإننا هنا نشدد على أهمية ضمان دور حيوي ونشط، تقوم به الجهات الفاعلة الإقليمية باتجاه أي جهود دبلوماسية متعددة الأطراف، وذلك لإيجاد حلول مستدامة للتحديات الإقليمية والدولية.

وختاماً، تتطلع دولة الإمارات إلى استمرار التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكذلك تحسين التعاون بين الاتحاد الأوروبي والمنظمات الإقليمية الأخرى العاملة في المجالات ذات الاهتمام المشترك، من أجل الحفاظ على السلام والأمن إقليمياً ودولياً.

وشكراً السيدة الرئيسة.