تلقيه: السيدة نصره آل رحمه سكرتير اول
السيد الرئيس،
أشكُر المبعوث الخاص السيد شيا على إحاطته القيمة، وأشكر أيضاً السيد جواو صامويل كاهولو، الأمين التنفيذي للمؤتمر الدولي المعني بمنطقة البحيرات الكبرى والسيدة جوزفين ماليموكونو على مساهماتهم في مناقشة اليوم. كما أرحب بمشاركة ممثلي جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا في اجتماع اليوم.
السيد الرئيس،
تقدر دولة الإمارات الدور الهام الذي تضطلع به دول منطقة البحيرات الكبرى في تحقيق الاستقرار في القارة الأفريقية، بما يشمل بذل جهودٍ لتنفيذ إطار العمل المعني بالسلام والأمن والتعاون في البحيرات الكبرى لعام 2013. وأود في هذا السياق التأكيد على ثلاث نقاط لإحلال الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة:
أولاً، من المهم تجديد الالتزام بإيجاد حل سياسي للأزمة الإقليمية الحالية في المنطقة، ومواصلةتعزيز التنسيق بين مبادرات السلام الإقليمية الشاملة، بما في ذلك عمليتي لواندا ونيروبي، والتي تهدف لدعم جهود السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية. ونتطلع في هذا السياق، إلى التوصيات التي سيتم تقديمها قُبيل اجتماع آلية المراقبة الإقليمية الرفيعة المستوى لإطار السلام والأمن والتعاون، والمقرر عقده في أوغندا العام المقبل، متابعةً للاجتماع الذي سبقه في بوروندي، فتنشيط هذا الإطار مهمٌ لدعم الاستقرار في المنطقة.
ونرى أن الجهود المبذولة لإجراء تقييم مشترك للتقدم المحرز في تنفيذ التزامات خريطة طريق لواندا، ومنها تلك التي يبذلها الرئيس لورنسو لعقد اجتماعات دورية مع الأطراف الإقليمية، ستكون هامة لضمان تنفيذ هذه العملية.
ونشدد على أن إنجاح جميع هذه الجهود ومواصلة البناء عليها، يتطلب تعزيز الاتساق بين المبادرات الحالية، حيث تُعد القمة الرباعية التي عُقدت في يونيو وضمت جماعة شرق أفريقيا، والجماعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، والمؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات الكبرى، ومجموعة تنمية الجنوب الأفريقي، مثالاً واضحاً على تعزيز التنسيق بين كافة الأطراف المعنية لتمهيد الطريق نحو السلام في المنطقة.
ولا شك أن إيجاد حل دائم على المدى البعيد يتطلب معالجة الأسباب الجذرية لانعدام الأمن في المنطقة. ولهذا من المهم أن تواصل الجهات الفاعلة الإقليمية جهودها الرامية إلى تشجيع الحوار، واتخاذ تدابير وقائية لتعزيز الثقة والتسامح داخل المجتمعات وفيما بينها، مع تأكيدنا كذلك على دور المبعوث الخاص، عبر مساعيه الحميدة، في دعم المساعي الرامية لتهدئة التوترات وتيسير الحوار.
ثانياً، يجب حماية المدنيين من هجمات الجماعات المسلحة، وأن تظل حمايتهم في صُلب أي جهود تهدف إلى تحقيق السلام في المنطقة. فمن المقلق استمرار انشطة الجماعات المسلحة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وما يشكله ذلك من تهديدٍ خطيرٍ على سلامة المدنيين، فضلاً عن عرقلته لجهود التنمية.
وندين في هذا السياق الأعمال العدائية التي ترتكبها حركة 23 مارس وكافة الجماعات المسلحة الأخرى، وندعوها لإلقاء أسلحتها بشكلٍ دائمٍ دون قيدٍ أو شرط. كما ينبغي على الجهات الفاعلة منح الأولوية لحماية المدنيين، خاصةً النساء والأطفال، ووقف جميع أشكال العنف ضدهم، وضرورة التزام الأطراف بالقانون الدولي الإنساني ووقف جميع أشكال العنف ضد المدنيين. ونكرر أهمية الإسراع في تنفيذ برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج المجتمعي وتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ثالثاً، لابد من إيلاء اهتمام خاص للتدهور الخطير والمقلق للأوضاع الإنسانية في المنطقة، خاصة مع استمرار عمليات النزوح بسبب الصراعات المسلحة وانعدام الاستقرار الذي تفاقم بسبب التداعيات الناجمة عن تغير المناخ. فوفقاً للتقرير الأخير للأمين العام، يوجد في منطقة البحيرات الكبرى أكثر من 4.7 لاجئ وطالب لجوء، بالإضافة إلى أكثر من أحد 11.6 مشرد داخلياً. كذلك من المهم أيضاً العمل على الحد من انعدام الأمن الغذائي الذي يمثل تحدياً جسيماً في المنطقة، ففي جمهورية الكونغو الديمقراطية وحدها يعاني أكثر من 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد. ونؤكد في هذا الصدد على أهمية تيسير عمل المنظمات الإنسانية التي تقدم خدمات أساسية واغاثية، وأن تعمل كافة الأطراف الفاعلة على ضمان حصول العاملين في المجال الإنساني والمرافق الإنسانية على الحماية المكفولةٍ لهم بموجب القانون الإنساني الدولي.
وختاماً، تؤكد دولة الإمارات على التزامها بدعم الجهود الإقليمية وجهود الأمم المتحدة وجميع الشركاء الآخرين، ودعم منطقة البحيرات الكبرى في سعيها نحو تحقيق السلام والاستقرار.
كما تؤكد بلادي على أهمية أن تعمل هيئات وادارات الأمم المتحدة معاً لضمان وجود نهج متسق ومتكامل واستراتيجي لمساعدة المنطقة على تخطي التحديات التي تواجهها، وأن يتم ذلك بالتعاون الوطيد مع الجهات المعنية في المنطقة، للحفاظ على المكتسبات التي تحققت في مجال بناء السلام، خاصة في سياق عملية انسحاب بعثة مينوسكو من جمهورية الكونغو الديمقراطية. ولا يفوتنا هنا الإشادة بجهود لجنة بناء السلام وانخراطها المستمر في المنطقة.
وشكراً، السيد الرئيس.