مشاركة

السيد الرئيس،

بداية أشكر المبعوث الخاص للأمين العام لمنطقة البحيرات الكبرى السيد هوانغ شيا على إحاطته المُفصّلة، وأعرب عن تقدير بلادي لجهوده في دعم مساعي إحلال السلام في المنطقة. وأشكر كذلك الأمين التنفيذي للمؤتمر الدولي المعني بمنطقة البحيرات الكبرى السفير جواو كاهولو على المعلومات القيمة. كما استمعنا إلى إحاطة السيد دِينِيشْ مَاهتاني. ونرحب بمشاركة ممثلي كل من راوندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي في اجتماع اليوم.

السيد الرئيس،

منذ آخر إحاطةٍ للمجلس، شهدت منطقة البحيرات الكبرى عدة تطورات إيجابية، خاصة في مجال تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين دول المنطقة، وهو ما يتجلى مثلاً في إعادة فتح الحدود بين رواندا وأوغندا في شهر يناير الماضي، وزيادة الاستقرار عموماً على طول الحدود المشتركة بين دول منطقة البحيرات الكبرى. وتثني دولة الإمارات هنا على المساهمات التي قدمها قادة مجموعة شرق أفريقيا لدعم السلام والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية والمنطقة ككل، بما في ذلك عبر اطلاقهم مؤخراً مبادرات تهدف الى تعزيز الحوار البناء لمعالجة التحديات الراهنة.

كما نتفق مع آخر بيان رئاسي صدر لمجلس الأمن بشأن منطقة البحيرات الكبرى في أكتوبر الماضي، بتيسير من كينيا، بأن تنفيذ “إطار السلام والأمن والتعاون” يعد عنصراً أساسياً لا غنى، ولكن يجب أن يرافق ذلك دعم المبادرات التي تتيح المجال لتبادل الآراء والبناء على رؤية اقليمية مشتركة للسلام تماشياً مع احتياجات وتطلعات شعوب المنطقة. ومن هذه المبادرات المشجعة: انعقاد مؤتمر “آلية الرقابة الإقليمية لإطار السلام والأمن والتعاون” في كينشاسا، وتأييد هذه الآلية لـ “استراتيجية الأمم المتحدة لتوطيد السلام ومنع النزاعات وحلها في منطقة البحيرات الكبرى”.

ويبقى التمكين الاقتصادي لدول المنطقة وتعزيز العلاقات التجارية عاملاً رئيسياً لتوطيد السلام، ونشيد في هذا الخصوص بجهود المبعوث الخاص في تحفيز النمو الاقتصادي ومكافحة الفقر في المنطقة. كما أن جهود أعضاء المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا وكذلك انضمام جمهورية الكونغو الديمقراطية الى مجموعة شرق أفريقيا تعد جميعها خطوات مهمة يمكن من خلالها تعزيز التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة، بما يخدم مصالح شعوبها في التنمية والازدهار.

ونظراً لدور المرأة الفاعل في بناء مجتمعات سلمية ومزدهرة قادرة على الصمود في وجه التحديات المختلفة، نؤكد على أهمية ضمان مشاركتها بشكل كامل ومتساوٍ وهادف في كافة المسارات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مع توفير الحماية اللازمة لها، ونرى أن تدشين “شبكة رائدات الأعمال في منطقة البحيرات العظمى” مؤخراً يعد مثالاً ملموساً على التزام دول المنطقة بتحقيق هذه الأهداف.

السيد الرئيس،

كما أشار الأمين العام، يتطلب تحقيق الاستقرار في المنطقة على المدى البعيد، معالجة الأسباب الجذرية للصراعات، وإنهاء عنف الجماعات المسلحة، وتخطي الأزمات الإنسانية فيها، مع إفساح المجال لشعوب المنطقة لأخذ زمام المبادرة في تحقيق السلام والازدهار المنشوديّن.

ونؤكد هنا على أن التصدي للعنف ضد المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، لاسيما في منطقة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، يتطلب استجابة مشتركة من دول المنطقة مع دعم هذه الجهود على المستوى الدولي. 

وختاماً، تؤكد دولة الإمارات على التزامها بدعم جهود الأمم المتحدة وجميع الشركاء الإقليميين، وغيرها من جهود بناء الثقة وترسيخ السلام لرسم طريق جديد للازدهار والاستقرار في المنطقة.

وشكراً، السيد الرئيس.