مشاركة

تلقيه السيدة أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة

السيد الرئيس،

أود بدايةً أن أشكر السيدة هيلين لا-لايم على إحاطتها الشاملة وعلى جهودها في هايتي. ونُرحب أيضاً بمشاركة وزيري خارجية هايتي وجمهورية الدومينيكان، وبِمُمثليّ بِليّز والمنظمة الدولية لِلفرنكوفُونيّة في جلسة اليوم.

السيد الرئيس،

نُعرب عن ادانتنا الشديدة للارتفاع الخطير في مستويات العنف الذي يستهدف المدنيين في هايتي، جراء استمرار سيطرة العصابات على الأحياء والبُنية التحتية الحيوية في البلاد، وما يُرافق ذلك من حالات قتل واختطاف وتجنيد للأطفال، وكذلك نُدين وبأشد العِبارات العُنف الجنسي والعُنف القائم على نوع الجنس واستغلالِه لترهيب السكان واذِلالِهِم والتَحكُم بهم.  وتَقتضي جميع هذه التطورات التأكيد مُجدداً على الحاجة الماسة لإنهاء العنف وتهدئة الأوضاع.  وعليه، نُرحب بجهود الحكومة لإيجاد حلولٍ عاجلة للتصدي للعنف وانعدام الأمن، وكذلك بالمبادرات الوطنية والإقليمية والدولية التي تهدف إلى تطوير استراتيجياتٍ لبناء قُدرات المؤسسات الوطنية لمكافَحَة الفساد وتَمكين الدولة بحيث تكون قادرة على تعزيز تواجدها في نطاقٍ أوسع خاصة على المدى البعيد. ونتطلع بدورِنا إلى مناقشة الخيارات التي طَرَحَها الأمين العام في رسالتهِ الأخيرة والعمل معاً في هذا المجلس، بما في ذلك مع حاملي القلم من خلال مشروعي قرار مجلس الأمن لدعم الشعب الهايتي في هذه المرحلة الحرجة.

السيد الرئيس،

تَتَفاقم التحديات الاجتماعية والاقتصادية المُعقدة التي تُواجهُهَا هايتي في ظل التقارير الأخيرة التي تُفيد بتفشي وباء الكوليرا مجدداً، مع وجود انعدامٍ حاد في الأمن الغذائي وشحٌ كبير في المياه، وذلك بالتزامن مع اغلاق محطات الوقود، خاصة المحطة الرئيسية. لذا، لا يجب أن نَترُك هذه الأوضاع على حالِها، وإلا انتهينا بأزمةٍ صحيةٍ أخرى خطيرة. ونُدين في هذا السياق عَرقلة إيصال المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية إلى المحتاجين، ونَهب مرافقِها الحيوية، ونُؤكد هُنا على ضرورة ضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكلٍ آمنٍ وفوريٍ ودون عوائق للتخفيف من معاناة السكان الأكثر ضُعفاً في هايتي. وينبغي أن تظل هذه المسألة قَيّد النَظَر خلال مُناقشتِنا الحالية حول تدابير العقوبات لتجنب الاضرار غير المقصودة التي قد تطال الجهود الإنسانية في هايتي.

وأخيراً، لا يُمكِن بلورة إجابة مُستدامة للأزمات الاقتصادية والإنسانية والأمنية في هايتي دون إيجاد حلٍ سياسيٍ بقيادة هايتي ومُلكيتها. ونشير في هذا السياق الى المستجدات التي وافتنا بها الحكومة بشأن المسار السياسي، ونَدعو جميع الأطراف المعنية إلى الانخراط بِحُسن نية للتوصل إلى تسوية سياسية، مع استمرار دعم مكتب بينو والدور الهام الذي يضطلع به في هذا الصدد. ولضمان استدامة جميع الجهود، يجب أن يكون الحوار الوطني شامل، بما في ذلك عبر المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للمرأة وإدماج الشباب، لخلق بيئةٍ مؤاتية لإجراء انتخاباتٍ سلمية، متى ما سمحت الأوضاع الأمنية بذلك، حيث تَستغِل العصابات تأخر الوصول إلى حلٍ سياسي لمواصلة عُنفِها المتصاعد.

وفي الختام، تؤكد دولة الإمارات على أنها ستشارك بشكل بناء في المناقشات الجارية حول سُبل ردع الجماعات المسلحة في هايتي، بما في ذلك عبر تدابير العقوبات التي يتم النظر فيها حالياً. ونُؤكد مجدداً تَقديرُنا لجهود مكتب الأمم المتحدة المتكامل وجميع موظفي الأمم المتحدة في هايتي، كما تُجدد دولة الإمارات تضامنها مع شعب هايتي في محنته.

وشكراً، السيد الرئيس.