مشاركة

تلقيه الآنسة/ غسق شاهين المنسق السياسي

السيد الرئيس،

بدايةً، أشكُر المدعي العام، السيد كريم خان، على إحاطتِه، وأرحب بمشاركَة ممثل السودان في اجتماع اليوم.

السيد الرئيس،

يقلقنا ما يَشهدُه السودان منٍ تصاعد في حدة القتال وسقوط ضحايا مدنيين، بما في ذلك في إقليم دارفور، مما يعكِس هشاشة الأوضاع الأمنية جرّاء الاشتباكات الدائرة في البلاد. وندين ُبأشد العبارات هذه الأفعال الإجرامية وما صاحبُها من إحراق منازل، ومرافق عامة ومستشفيات، الأمر الذي أدى إلى انعدام تام للخدمات الطبية، ونزوح مئات الأسر إلى دول مجاورة.

كما نُعرب عن قلقِنا إزاء التداعيات السـلبية للأوضاع الأمنية علـى الجهـود الإنسانية في البلاد، الأمر الذي يتطلب مواصلة المبادرات الرامية للتوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار، ومضاعَفَة الجهود الهادفة إلى إيجاد حلٍ سياسي عاجل لهذه الأزمة.

ولهذا، تدعو دولة الإمارات كافة الأطراف إلى تغليب صوت الحكمة والعقل، ووقف القتال فوراً، والالتزام بما تم التوصل إليه في جدّة. ونُشدد كذلك على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، وتسهيل المساعدات الإغاثية، لتلبية الاحتياجات المتزايدة للشعب السوداني. وقد حرصت دولة الإمارات في هذا السياق، على تقديم الدعم الإنساني والطبي، للتخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية الناجمة عن توافد اللاجئين السودانيين إلى تشاد بسبب الأوضاع الراهنة.

ولا يفوتنا هنا التأكيد على أهمية كافة الجهود الدبلوماسية المبذولة خلال هذه المرحلة الحَرِجَة، ونُشدد على ضرورة تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لضمان فعّاليتها.

السيد الرئيس،

أود أن أشير إلى ما وُرد في البيان الصحفي لمجلس الأمن الشهر الماضي والذي يُذكّر الأطراف بأن اتفاق جوبا للسلام يظل مُلزماً لجميع الموقعين عليه ويتعين تنفيذه بالكامل، وخصوصاً أحكامه المتعلقة بوقفٍ دائم لإطلاق النار في دارفور، والذي يقتضي من المجتمع الدولي تقديم الدعم اللازم له.

وختاماً، نحيط علماً ببيان المدعي العام وتقريره، وبالتحديد فيما يتعلق بولاية المكتب، وفقاً لقرار مجلس الأمن ألف وخمسمائة وثلاثة وتسعين لعام ألفين وخمسة. وأود في هذا الصدد، التأكيد مجدداً على موقف دولة الإمارات بشأن مبدأ التكامل المنصوص عليه في النظام الأساسي للمحكمة، والذي يجب الاسترشاد بِه في عمل المحكمة ومدعيها العام، مع ضرورة السعي لتحقيق أهداف مبدأ التكامل بمجرد تهيئة الظروف الملائمة لإجراء مناقشات حول سبل التكامل الممكنة.

وشكراً، السيد الرئيس.