يلقيه سعادة السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوبة الدائمة
السيد الرئيس،
بدايةً، نهنئكم على رئاسة المجلس هذا الشهر، متمنّين لكم خالص التوفيق، ونشكر فرنسا على رئاستها الناجحة للمجلس الشهر الماضي. كما أشكر الممثلة الخاصة السيدة جينين هينيس-بلاسخارت، على إحاطتها الشاملة، ونرحب بمشاركة المندوب الدائم لجمهورية العراق، السفير محمد بحر العلوم، في اجتماع اليوم.
السيد الرئيس،
يعقد اجتماعنا هذا في وقت يمر فيه العراق بمرحلةٍ حرجة، حيث أدى التأخر في تشكيل حكومة جديدة إلى تصعيد الأوضاع في الأشهر الأخيرة وتزايد أعمال العنف، وسقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. وفي هذا السياق تعرب بلادي عن القلق إزاء تلك الأحداث، وندعو الأطراف المعنية إلى تجاوز العقبات المحيطة بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وتغليب مصالح الشعب العراقي قبل أية اعتبارات، والعودة العاجلة إلى الحوار البنّاء وضبط النفس والتهدئة. وتعدّ هذه مطالب أساسية، لا بديل عنها، إذ أن وجود مؤسسات عراقية مستقرة وموثوقة يعد ضرورياً لتحقيق تطلّعات الشعب العراقي في الأمن والإصلاح والازدهار، ولتوفير ما يحتاجه الشعب من خدمات أساسية. ونشدد على أن انزلاق الأوضاع إلى المزيد من العنف لن يؤثر على مصلحة العراق وشعبه فحسب، بل على استقرار المنطقة ككل.
ونشدد كذلك على رفضنا للتدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي للعراق والتي تستمر في تقويض سيادة العراق واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، كما ندين جميع أشكال العنف، التي تستمر في زعزعة الأمن والاستقرار في العراق، وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية، ويشمل ذلك أيضاً الاعمال الإرهابية، خاصة مع استمرار تنظيم داعش في شن الهجمات على الأراضي العراقية بلا هوادة، والتي بلغ عددها مئة وأربعة وثمانين خلال الفترة المشمولة في تقرير الأمين العام. ونشيد هنا بالإنجازات التي حققتها القوات العراقية في مكافحة هذه الآفة ونتطلع إلى مواصلة هذه الجهود إلى أن يتم القضاء على هذا التهديد كلياً، الأمر الذي يستوجب أيضاً مواصلة العمل على مكافحة التطرف والإرهاب ومعالجة العوامل المؤدية لهما، إذ توجد مخاوف أن يتسبب تردي الأوضاع الأمنية والإنسانية في المخيمات مثل مخيم الهول في سوريا في توفير أرضٍ خصبة للتطرف، عبر استغلال الجماعات الإرهابية لهذه الأوضاع في سبيل تجنيد جيلٍ جديدٍ من الإرهابيين. وفي هذا الصدد، نرحّب بجهود العراق في إعادة أكثر من 2500 من مواطنيه من مخيم الهول، بدعم من الأمم المتحدة، مؤكّدين على ضرورة التحرك الجاد والعاجل لإيجاد حل مستدام للأوضاع في هذا المخيم.
السيد الرئيس،
نرى أن التقدم التدريجي المحرز على امتداد الأشهر الأربعة الماضية في ما يتعلق بمسألة المفقودين الكويتيين، ورعايا الدول الثالثة، والممتلكات الكويتية المفقودة، بما يشمل الأرشيف الوطني، يعد من التطورات المشجعة التي ينبغي مواصلة العمل عليها، ونشيد بجهود كل من الكويت والعراق في هذا الجانب.
وختاماً، نؤكد على دعمنا لما يقوم به فريق بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق من جهود هامّة في تنفيذ ولايته، بالتنسيق مع حكومة العراق. وأود أن أنتهز الفرصة للترحيب بتولي السيد كلوديو كوردوني مهامه كنائب للشؤون السياسية والمساعدة الانتخابية للممثلة الخاصة. كما أشيد بصمود الشعب العراقي في وجه التحديات الصعبة التي يواصل التعرض لها، وأجدد التأكيد على دعم بلادي الثابت لأمن واستقرار العراق وجهود إعادة إعماره.
وشكراً لكم.