يلقيه سعادة السفير محمد أبوشهاب
نائب المندوبة الدائمة
السيد الرئيس،
أشكر الممثلة الخاصة السيدة كارولين زيادة على إحاطتها القيّمة للمجلس، وعلى الجهود الحثيثة التي تقوم بها مع فريق البعثة. كما أرحب بمشاركة كل من صربيا وكوسوفو في اجتماع اليوم.
السيد الرئيس،
تؤكد بلادي على أهمية تكثيف الجهود لتشجيع الحوار والحيلولة دون تفاقم الخلافات بين الطوائف في كوسوفو من جهة، وبين كوسوفو وصربيا من جهة أخرى، خاصة في ظل استمرار الاوضاع الحالية والمتأججة في أوروبا.
وبالنسبة للعلاقات بين كوسوفو وصربيا، فقد شهدت بعض التطورات الإيجابية التي نشجّع البناء عليها لتحسين العلاقات الثنائية بشكلٍ مستدام، بما في ذلك عبر استكمال الحوار بينهما، بتيسير من الاتحاد الأوروبي، مع السعي في ذات الوقت إلى تجنب أي إجراءات أحادية قد تزيد التوترات. كما نتطلع إلى إبداء المرونة من قبل الطرفين ومواصلة العمل للعودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل شامل. ونشيد بجهود الطرفين في حل بعض القضايا العالقة، ومنها السماح للمواطنين بالتنقل بحرية بين كوسوفو وصربيا باستعمال بطاقات الهوية الصادرة إما عن بلغراد أو بريشتينا.
أما فيما يتعلق بالتطورات داخل كوسوفو، فنؤكد على ضرورة مواصلة العمل على خفض التوترات في شمال البلاد لتجنّب أي تصعيد فيها. ونثني هنا على الجهود المستمرة لترسيخ قِيَم التسامح والتعايش السلمي بين أطياف المجتمع في كوسوفو، إذ تكتسي هذه الجهود أهمية خاصة في ضوء الحوادث الأخيرة المثيرة للقلق، مثل تدنيس الأماكن الدينية والمقابر، ونشر خطاب الكراهية والتطرف على وسائل التواصل الاجتماعي.
ونعرب في هذا الإطار عن دعمنا المستمر لجهود بعثة الأمم المتحدة ودورها الفعّال في التشجيع على قيم التسامح والتعايش السلمي، خصوصاً عبر التركيز على فئة الشباب، نظراً لدورهم الحيوي في منع النزاعات وحلها، فضلاً عن كونهم قادة المستقبل. وتشمل هذه الجهود تصميم برامج لهم، تضم مختلف أطياف المجتمع في كوسوفو، ليعبّروا من خلالها عن آرائهم ومشاغلهم، ولتوعيتهم حول مختلف أطياف المجتمع وأهمية تعزيز التواصل بينهم، الأمر الذي سيساهم في تعزيز التماسك الاجتماعي في كوسوفو. بالإضافة لذلك، فإن دور المنظمات الإقليمية ومؤسسات المجتمع المدني في هذا المجال كان له أصداء ايجابية في كوسوفو، إذ نحث على استمرار كافة الجهود المبذولة لتقوية أواصر المجتمع.
السيد الرئيس،
تؤكد دولة الإمارات على أهمية دعم مشاركة المرأة بشكل كاملٍ وهادفٍ ومتساوٍ في أي حوارات جارية لحل الخلافات بين طوائف كوسوفو، وكذلك بالنسبة لأي حوارات بين صربيا وكوسوفو. ونشير إلى التوصيات المنبثقة عن المؤتمر التاسع لــ “يوم الأمم المتحدة العالمي المفتوح المعني بالمرأة والسلام والأمن في كوسوفو”، ومنها تعزيز دور المرأة في بناء السلام المستدام، وتهيئة بيئة آمنة وشاملة تتيح مشاركتها في مؤسسات الدولة. وقد عكست مشاركة رئيسة كوسوفو في هذا المؤتمر الاهتمام الذي توليه الحكومة لقضايا المرأة. ونشيد أيضاً بالتطورات التي تم إحرازها في تمكين المرأة في كوسوفو، ومنها على سبيل المثال تمثيل المرأة بنسبة ستة وثلاثين بالمائة في البرلمان، ونأمل البناء على هذه الانجازات.
وختاماً، السيد الرئيس، تؤكد بلادي على أهمية تعزيز الحوار البنّاء بين كوسوفو وصربيا كونه السبيل الوحيد لحل كافة القضايا العالقة، بما يحقق الأمن والاستقرار للدولتين والمنطقة ككل.
وشكراً، السيد الرئيس.