مشاركة

السيدة الرئيسة،

أرحب بدايةً بالسيدة كارولين زيادة، الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة في كوسوفو وأشكرُها على إحاطتها الأولى للمجلس، وعلى الجهود الحثيثة التي تقوم بها مع فريق البعثة. كما أرحب بمشاركة كلٍ من وزير خارجية صربيا، معالي نيكولا سيلاكوفيتش، ونائبة رئيس الوزراء ووزيرة خارجية كوسوفو معالي دونيكا جيرفالا شوارتز، في الاجتماع.

السيدة الرئيسة،

ترى دولة الامارات أهمية تكثيف الجهود لتخفيف التوترات وتشجيع الحوار والحيلولة دون تفاقم الخلافات بين الطوائف في كوسوفو من جهة، وبين كوسوفو وصربيا من جهة أخرى، لاسيما في ظل الصراع المتأجج والأوضاع الحالية في أوروبا والتي تُلْقي بظلالِها على المنطقة بأسرها، بما في ذلك منطقة البلقان. ولابُدَّ هنا من التذكير أنّه مرّ أكثر من عقدين على انتهاء حربٍ مدمرة في هذه المنطقة، تم خلالَهُا إحراز تقدمٍ هام وملموس في سبيل تحقيق المصالحة، مما يستوجب عدم السماح بحدوث أي تراجع في هذه الجهود نتيجة للاضطرابات الأخيرة في أوروبا.

ومن هذا المنطلق، نرى أهمية التركيز على النقاط التالية:

أولاً، نشجع على العمل نحو استكمال الحوار بين كوسوفو وصربيا، بتيسير من الاتحاد الأوروبي، والتوصل لتقارب في المواقف بين الطرفين. ونشدد في هذا الصدد على ضرورة ألا تُقَوّض التوترات الحالية الجهود المبذولة نحو إحلال السلام والاستقرار. وإلى ذلك، نشجّع الطرفين على العمل للعودة إلى طاولة المفاوضات، فَتَبَنّي الحوار يُعَد السبيل الوحيد لحل القضايا العالقة بينهما.

ثانياً، نُثني على الجهود المستمرة في ترسيخ قِيَم التسامح والتعايش السلمي بين أطياف المجتمع في كوسوفو. ونشدد في هذا السياق على أهمية التصدي لخطاب الكراهية ومنع انتشاره خاصةً عبرَ وسائل التواصل الاجتماعي من أجل بناء مجتمعات سلمية وآمنة ومزدهرة في المنطقة. وينبغي هنا النظر في تعزيز أُطُر التعايش السلمي من خلال تكثيف التواصل بين المجموعات العرقية والدينية في كوسوفو، بما في ذلك من خلال الجهود التي تبذُلُها بعثة الأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الإقليمية أو مؤسسات المجتمع المدني.

ثالثاً، ترى دولة الإمارات أهمية دعم جهود مشاركة المرأة بشكلٍ كامل وهادف في أي حوارات لحل الخلافات بين طوائف كوسوفو وكذلك بالنسبة لأي حوارات بين الطرفين. ونُشيد في هذا الصدد، بدور الفريق المتعدد الأطراف الَمعني بالأمن والشؤون الجنسانية في كوسوفو على دعمِهِ لدور المرأة وجهود الفريق لتعزيز الُمكتسبات التي حققتها المرأة في كوسوفو. كما نؤكد أهمية مشاركة المرأة بشكلٍ فعّال في العملية السياسية، ونشيد بالتقدم المحرز في كوسوفو في هذا الاتجاه. وتُعَد مشاركة المرأة ضرورية لضمان أنْ تعكِس أي اتفاقات بين الطرفين الشواغل في المجتمعين بشكلٍ أشمل، فذلك سيُساهِم أيضاً في وضع أساسٍ قوي لتحقيق سلامٍ مستدام.

رابعاً، ينبغي مواصلة دعم الدور الهام الذي تلعَبُهُ الأمم المتحدة في كوسوفو، حيث تقوم بمجموعة من الأنشطة والمشاريع التي تدعم المؤسسات الحكومية. كما تقوم بمبادرات قيّمة نحو بناء الثقة بين الطوائف الدينية والعرقية، بما في ذلك من خلال الِمنْبَر الافتراضي “مِنْبَر كوسوفو لبناء الثقة”، والتمكين الاقتصادي، ودعم البحث عن الأشخاص المفقودين.

وختاماً، نؤكد أن الأوضاع الجيوسياسية الُمسْتَعْصية في أوروبا تُحتّم مُضاعفة الجهود نحو حل الخلافات بين كوسوفو وصربيا، وضمان معالجة كافة المسائل بشكلٍ سلمي ومستدام، بما يحقق الأمن والاستقرار للدولتين والمنطقة كَكُل، ويُرسي أساساً قوياً يمنع استفحال الخلافات في البلقان.

وشكراً، السيدة الرئيسة.