مشاركة

يلقيه سعادة السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوبة الدائمة

السيد الرئيس،

بدايةً أشكر السيدة لين هاستينغز، نائبة المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، على إحاطتها الوافية.

بعد اجتياح العديد من الأزمات والتحديات المعقدة لمنطقتنا، جاء الحراك الدبلوماسي المكثف الذي شهدناه خلال الفترة الماضية ليركز على الأمن الإقليمي، والتنمية المستدامة، والدبلوماسية الفعالة، متماشياً في ذلك مع نهج دولة الإمارات الراسخ منذ تأسيسها، إذ يهدف هذا الزخم إلى إحلال الأمن والاستقرار في أرجاء المنطقة، لتنعم شعوبها باقتصاداتٍ مزدهرة ومجتمعاتٍ مسالمة، موظفاً في ذلك مبادراتٍ لتعزيز التعاون والشراكات الاستراتيجية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وبالتزامن مع هذه التوجهات الإيجابية، شهدنا أيضاً بعض الخطوات التي نأمل أن تعيد الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وأن تمهد الطريق نحو إعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وتوفير البيئة المناسبة للعودة للمفاوضات، ومنها التواصل الرفيع المستوى بين الطرفين مؤخراً والذي نتمنى أن يمثل بارقة أمل في توفير فرصٍ جديدة للانخراط في الحوار. كما تشيد دولة الإمارات في هذا السياق بسلسلة الإجراءات الأخيرة، ومنها الموافقة على لم شمل 5500 عائلة فلسطينية، والمصادقة على 6 خرائط هيكلية للفلسطينيين في الضفة، وكذلك إعادة فتح معبر في شمال الضفة للدخول إلى مدينة جنين.

ويتعين على المجتمع الدولي العمل على دعم الخطوات الإيجابية الأخيرة، وتشجيع المزيد منها بهدف عودة الطرفين لطاولة المفاوضات بما يخدم التوصل إلى حل الدولتين بموجب قرارات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة.

السيد الرئيس،

إن ما شهدته الفترة الماضية من احتقانٍ وتصعيدٍ ومصادماتٍ عنيفة، يتطلب من الأطراف أن تمتنع عن اتخاذ أي إجراءاتٍ استفزازية قد تؤدي إلى تأجيج هذه الأوضاع. ونشدد كذلك على ضرورة وقف كافة الممارسات غير الشرعية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، والتي تقوض حل الدولتين وآفاق السلام، ومنها بناء وتوسيع المستوطنات ومصادرة الأراضي والممتلكات الفلسطينية.

وفي ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والصحية والإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، تواصل بلادي التزامها التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق في عدة مجالات بما فيها الإنسانية والصحية والاجتماعية والتعليمية، فقد قامت دولة الإمارات بتخصيص خمسةٍ وعشرين مليون دولار أمريكي مؤخراً لدعم مستشفى “المقاصد” والذي يعد جزءاً هاماً من شبكة مستشفيات القدس الشرقية والتي تُشَكل ركيزة المَنظومة الصحية الفلسطينية. ونحث هنا المجتمع الدولي على مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني، ونقدر في هذا السياق إعلان الولايات المتحدة خلال هذا الشهر عن حزمة من المساعدات لدعم قطاعاتٍ مثل الاقتصاد والصحة في الأرض الفلسطينية المحتلة.

ونؤكد على أهمية أن ينتهز المجتمع الدولي، ومجلس الأمن تحديداً، الفرص المهمة الماثلة في المنطقة حالياً لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وتحقيق حل الدولتين الذي تقوم بموجبه دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتُها القدس الشرقية بما يتفق مع قرارات الشرعية الدولية، والقانون الدولي، والاتفاقات ذات الصلة.

السيد الرئيس،

إنَّ من أهم ما يميز المبادرات الدبلوماسية التي يشهدها الشرق الأوسط حالياً أنها ثمرة جهودٍ إقليمية تعكس إرادة حقيقية لتحقيق سلامٍ يعم جميع شعوبنا ويفتح آفاقاً للتعاون في مجالاتٍ حيوية ويساعد الدول على مواجهة تحدياتٍ مصيرية. وقد تجلى ذلك، على سبيل المثال، في القمم الأخيرة التي عقدت في المنطقة، ومنها قمة جدة للأمن والتنمية وقمة (I2U2) وما نتج عنها من قرارات، وذلك بالتزامن مع زيارة رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن إلى المنطقة مؤخراً، إذ نتطلع الى البناء على هذه الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لمنطقتنا والعالم.

 وشكراً، السيد الرئيس.