مشاركة

تلقيه السيدة أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة

السيد الرئيس،

أشكر المنسق الخاص السيد تور وينسلاند على إحاطتِهِ وعرضهِ لتقرير الأمين العام حولَ تنفيذ القرار 2334، والذي يرسم صورةً قاتِمة للوضع على الأرض.

السيد الرئيس،

إنَّ منطقة الشرق الأوسط بحاجة ماسّة اليوم لتَحوُّل جذري وإيجابي، يُنقِذ شعوبَها من ويلات النزاعات والأَزَمات، ويُتيح لها المساهَمة بفعالية في دعم جهود التنمية ومواجهة التحديات العالمية المشتركة، بما يساهم في صَوْن السلم والأمن الإقليميين والدوليين.

ولكن لا يمكن تحقيق استقرار المنطقة بالكامل دونَ إيجاد حلٍ عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية، بحيث يتم إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتهُا القدس الشرقية، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في سلامٍ وأمنٍ واعترافٍ مُتَبادَل.  بهذه الروح، ستواصل دولة الإمارات دعمَها لكافة المبادرات السلمية التي تهدف إلى تحقيق هذه الآمال. ونرحب هنا بما وَرَدَ في بيان رئيس وزراء إسرائيل بشأن دعم رؤية حل الدولتين خلال مناقشات الأسبوع الرفيع المستوى للجمعية العامة، ونتطلع إلى تكثيف العمل لخَلْقِ أُفُقٍ سياسيّ يُمَهّد لاستئناف مفاوضات سياسية جادّة بينَ الأطراف حولَ قضايا الوضع النهائي.

ونؤكد ضَرورة تَحَرُّك الأطراف على نحوٍ عاجل وتغليب لُغة الحِوار والانخراط بِحُسْن نِيّة لمنع الأوضاع الراهنة من الخروج عن السيطرة.  ونرى أنَّ اجتماع اليوم يُشَكّل فرصةً للمجلس لتوجيه رسالةٍ مهمة حولَ الحاجة لضبط النفس والامتناع عن اتخاذ أي إجراءاتٍ أُحادية قد تُؤَجج الأوضاع الهشَّة، لاسيّما في مدينة القدس الشريف.

وفي سياق التقارير الأخيرة حولَ إعلان إسرائيل عن خِطة لبناء 560 وحدة استيطانية جديدة على أراضٍ في جنوب القدس الشرقية تم تعريفُها بأنّها “منطقة أثرية” من منظمة اليونسكو، نعيد التأكيد على موقِفِنا الثابت بأنَّ المستوطنات تُقَوِّض حل الدولتين وتُشَكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات هذا المجلس. وينبغي كذلك وضعُ حدٍ لهَجَمات المستوطنين التي تطال المجتمعات الفلسطينية وتستهدِف المحاصيل الزراعية التي تُعَد مصدرَ دَخْلٍ للعديد من العائلات، خاصةً مع اقتراب مَوسِم قَطْف الزيتون، والذي شَهِدَ العام الماضي وتيرةَ هَجَماتٍ غير مسبوقة.

ومع عودة الطلاب إلى المدارس هذا الشهر، نؤكد على حق الأطفال الفلسطينيين في الحصول على التعليم، وأنْ يُتاحَ لهُم حرية الوصول إلى مدارسِهِم دونَ عوائق أو ترهيب، إذ تَكْتَسي النُّظُم التعليمية أهمية خاصة في حالات النزاع، لاسيما من حيث إعداد أجيالٍ مُتمكنة وقادرة على المساهمة بفعالية في بِناء مجتمعاتِها ونهضَتِها. ويتطلب ذلك الحفاظ على المرافِق التعليمية في الأرض الفلسطينية المحتلة، إذْ ننوه هنا إلى وجود ستة وخمسين أمرَ هدمٍ مُعَلَّق حالياً لمدارس في الضفة الغربية والقدس الشرقية تقدم خَدَماتٍ تعليمية لأكثر من ستة آلاف طفل، وذلك وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

كما نرحب بانعقاد اجتماع لجنة الاتصال المخصصة لتنسيق المساعدة الدولية المقدمة إلى الشعب الفلسطيني خلال الأسبوع الماضي، تحت رئاسة وجهود النرويج، ونشدد على مواصلة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين.

وختاماً، تؤكد دولة الإمارات على التزامها الثابت بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق ومواصَلَة تقديم المساعدات خاصةً لِقِطاعَيّ التعليم والصحة، وكُلُّنا أمل أنْ تتمتع الأجيال الفلسطينية القادمة بالأمن والسلام اللذين طالَ انتظارُهُما. 

وشكراً، السيد الرئيس.