مشاركة

يلقيه سعادة السفير  محمد أبوشهاب، نائب المندوب الدائم والقائم بالأعمال بالنيابة

السيد الرئيس،

بدايةً، أشكر رئاسة المجلس على الاستجابة السريعة لطلب عقد هذه الجلسة لمناقشة الاستفزازات الخطيرة التي تهدد الوضع الراهن في المسجد الأقصى. ونشكر السيد خالد خياري على إحاطته حول آخر التطورات.

السيد الرئيس،

تدين دولة الإمارات بشدة اقتحام وزيرٍ إسرائيلي باحة المسجد الأقصى المبارك بحماية من القوات الإسرائيلية، باعتبار أن مثل هذه التصرفات الاستفزازية تدل على عدم الالتزام بالوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة في القدس، فضلاً عن كونها تزعزع استقرار الوضع الهش في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتمثل تطوراً خطيراً يُبعد المنطقة عن طريق السلام الذي نَصبو إليه جميعاً. كما تؤدي هذه التصرفات إلى تعميق الاتجاهات السلبية للصراع، وتهدد بتصاعد الاحتقان والمواجهة التي نشهدها في الوقت الحالي، وتغذي التطرف والكراهية في المنطقة.

وفي هذا الصدد، ندين الاعتداء على المقبرة المسيحية في جبل صهيون، ونطالب بمحاسبة المسؤولين عن انتهاك حُرمَة المقابر وتخريب هذا المَعلَم التاريخي والديني الهام، حيث تأتي هذه الأفعال الشنيعة ضمن سلسلة من الاعتداءات على المقدسات الدينية، والتي إن مرّت دون رادع ستشجع على المزيد من الانتهاكات.

ونؤكد على موقفنا الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف أي انتهاكات من شأنها المَساس بمشاعر ملايين المؤمنين في مختلف أنحاء العالم، نظراً لما يحظى به المسجد الأقصى من مكانة مقدسة. كما نشدد على ضرورة احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى وصلاحياتها في تنظيم كافة شؤون الحرم وإجراءات الدخول إليه.

السيد الرئيس،

تؤكد مجريات العام الماضي والتاريخ الطويل لهذا الصراع بأن الإجراءات أُحادية الجانب لها ثمن باهظ، حيث أنها تعد سبباً رئيسياً في ارتفاع مستويات العنف وعدم الاستقرار، علاوةً على أنها تُبعِدنا عن إيجاد تسوية عادلة ودائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي مبنية على حل الدولتين وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة.

ولهذا، يتعين علينا في مجلس الأمن اتخاذ موقف موحد ضد أي خطوات قد تساهم في تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، وضد أي محاولات تصعيد مثل تلك التي شهدناها يوم الثلاثاء في المسجد الأقصى. كما يجب هنا التنويه بالمسؤوليات التي تتحملها الأطراف بالدرجة الأولى لوقف كافة الاجراءات التي قد تساهم في تأجيج مشاعر الكراهية والإقصاء.

وفي الختام، نشدد على أهمية إعادة تفعيل الجهود الإقليمية والدولية للدفع قدماً بعملية السلام في الشرق الأوسط، لكي نضمن تحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام ألفٍ وتسعمائة وسبعة وستين وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في سلامٍ وأمنٍ واعترافٍ متبادل.

وشكراً، السيد الرئيس.