مشاركة

بدايةً، أود أن أشكرك معالي الوزيرة أنكن هويتفيلدت، على ترؤسِكُم هذه المناقشة الهامة. كما أرحب بأصحاب المعالي الحاضرين بيننا اليوم. وأشكر أيضاً المنسق الخاص السيد تور وينسلاند على إحاطته القيّمة، وكلاً من ندى مجدلاني وجيدون برومبرج لتسليطهما الضوء على أهمية التصدي للآثار السلبية لتغير المناخ.

السيدة الرئيسة،

تأتي مناقشة اليوم في وقتٍ هام وملح. فرغم التطورات الإيجابية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية لإحلال الاستقرار والازدهار في كافة أرجائها، إلا أنه لاتزال هناك محاولات غاشمة لنشر الفوضى والإرهاب فيها. ونخص بالذكر هنا الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي ومن بينها الاستهداف الأخير منذ أيام قليلة لمدنيين ومنشآتٍ مدنية في دولة الامارات. وإذ نكرر إدانتنا واستنكارنا الشديدين لهذه التصعيدات الاجرامية، فإننا نعرب عن خالص عزائنا ومواساتنا لعائلات الضحايا الثلاث ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين. كما أود أن أشكر كافة الدول والتي بلغت أكثر من 90 دولة لوقوفها إلى جانبنا وإدانتها لهذه الأعمال الارهابية.

لكن ورغم التحديات المستمرة في المنطقة، إلا أننا نؤمن بوجود فُرصٍ مُتاحة لتحقيق السلام فيها. وعليه، نود في أول مناقشة مفتوحة حول هذا البند منذ انضمامنا للمجلس، تسليطَ الضوء على أهمية السعي جدياً لمكافحة الإرهاب وإنهاء الأزمات والخلافات في المنطقة، امتداداً من فلسطين واليمن، ومروراً بالعراق وسوريا، ووصولاً إلى لبنان وليبيا.

وفي هذا السياق، تؤكد بلادي على التزامها بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق وحقّه في تحقيق استقلال دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمرجعيات مؤتمر مدريد، ومبادرة السلام العربية وغيرها من المرجعيات الدولية المتفق عليها.

وتحقيقاً لهذه الغايات، أود اليوم التركيز على المسائل التالية:

أولاً، يجب وقف كافة الممارسات غير الشرعية في الأرض الفلسطينية المحتلة وأن تتحمل إسرائيل مسؤولياتها في هذا الصدد. ونشير هنا إلى أعمال بناء وتوسيع المستوطنات، ومصادرة وهَدْم الممتلكات الفلسطينية، والتهجير القسري للسكان، كما حصل اليوم في حي الشيخ جراح. ونُشدد على ضرورة الحِفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس.

ثانياً، ينبغي السعي لمنع أو خفض أي تصعيد قد يحدث، نظراً لهشاشة الأوضاع. كما يجب الحفاظ على الوقف الأخير لإطلاق النار. ونثمن، في هذا الصدد، الجهود المتواصلة للأشقاء في جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية. ونَحُث على ضرورة العمل لبناء الثقة وكسر الجمود الحالي وإعادة إطلاق عملية سلام ذات مصداقية. ونأمل أن يساهم اللقاء الأخير الرفيع المستوى بين الطرفين في توفير فرص جديدة للانخراط في الحوار.

ثالثاً، نؤكد على أهمية دعم الشعب الفلسطيني الذي يعاني من أوضاعٍ صعبة، لاسيما مع ارتفاع الاحتياجات الإنسانية بشكلٍ ملحوظ بسبب الجائحة. وبدورها، أرسلت بلادي مؤخراً لَقاحات ومساعدات طبية لقطاع غزة، فضلاً عن مساعدتِه على مواجهة أزمة المياه ودعم بناء مدرسة للأونروا. ونثني، في هذا الصدد، على الجهود التي تبذلها كيانات الأمم المتحدة والجهات المانحة الأخرى.

وختاماً، ترى بلادي بأنَّ السعي الحثيث لإيجاد حلٍ عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية، سيمنع محاولات استغلال القضية لخلق انقسامات أو نشر التطرف في المنطقة.

كما أن تحقيق مستقبلٍ مستقر للمنطقة يتطلب من المجلس السعي لخلق بيئةٍ حاضنةٍ للسلام، وأن يتم بلورة موقفٍ موحد تجاه قضايا المنطقة. ونشدد في هذا السياق على أهمية امتثال كافة الأطراف لقرارات المجلس، وأن يسعى المجتمع الدولي اليوم لحل الأزمات بشكلٍ جذري وليس الاكتفاء بإدارتها. ومع إدراكنا بأنَّ هذا ليس بالأمر الهيّن، إلا أننا سنبذل كل ما بوسعنا بالتعاون مع الدول الأعضاء لإعادة السلام والاستقرار للمنطقة.

وشكراً.