يلقيه سعادة محمد أبوشهاب نائب المندوب الدائم
السيد الرئيس،
أودُ بدايةً أن أشكر المنسق الخاص السيد تور وينسلاند على احاطتهِ الشاملة.
السيد الرئيس،
لقد أعادت الأحداث الأخيرة في الأرض الفلسطينية المحتلة تذكيرنا بالحاجة الملحة لتكثيف المساعي الدبلوماسية، على المستويين الإقليمي والدولي، لخفض حدة التصعيد وبناء الثقة، مع التأكيد على ضرورة ممارسة ضبط النفس واللجوء للحوار، فالمفاوضات المباشرة هي السبيل الوحيد لضمان أمن واستقرار كِلا الجانبين.
ونرحب في هذا السياق، بالزخَم الدبلوماسي الذي شهدناهُ الأسبوع الماضي على هامش أعمال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث السبل التي يمكننا من خلالها تنسيق الجهود الدولية لإحياء عملية السلام. ويشمل هذا الاجتماع الذي نظمته المملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، وبالتعاون مع جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمي، والذي قدم مقترحات إيجابية لدعم السلام والحفاظ على حل الدولتين.
ونأمل أن نشهد خلال الفترة المقبلة اتخاذ المجتمع الدولي خطواتٍ ملموسة تهدف لاستئناف مفاوضات جادة وفعّالة بين الطرفين، تستند إلى المرجعيات الدولية المُتفق عليها، ومنها قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية.
ومن المهم كذلك وقف جميع الممارسات غير الشرعية في الأرض الفلسطينية المحتلة، وفي مقدمتها الاعتداءات المتكررة على المدن والقرى الفلسطينية، والاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى من قبل المتطرفين، وآخرها التي حصلت هذا الأسبوع. ونشدد هنا على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس ومقدساتها، وتوفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى، مع احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والأوقاف في المدينة.
ويجب وقف ونبذ التطرف وجميع الخطابات المحرضة على الكراهية، والتي باتت شائعة وتزيد من حالة الاحتقان الراهنة، فكما أكد مجلس الأمن في قرارهِ رقم ألفين وستمائة وستة وثمانين، يساهم هذا النوع من الخطابات في انتشار النزاعات وتفاقمها وتكرارها.
وفي سياق مناقشة اليوم، نعرب عن قلقنا إزاء استمرار الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية والتي تنتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومنها القرار 2334، فضلاً عن أنها تقوض جهود السلام. ولا يفوتنا التأكيد هنا على ضرورة ردع ووقف عنف المستوطنين والذي وصل إلى مستوياتٍ لم نشهدها من قبل، ويهدد بمزيدٍ من التوترات.
وانتقالاً إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة في الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث يحتاج مليونا شخص لتلقي المساعدات الإنسانية وفقاً لمكتب أوتشا، نشدد على ضرورة استمرار المجتمع الدولي في تقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك عبر تمويل وكالة الأونروا، التي تضطلع بدورٍ حيوي في دعم اللاجئين الفلسطينيين واحلال الاستقرار في المنطقة.
وختاماً، تؤكد دولة الإمارات على التزامِها بحل الدولتين، بحيث تقام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل بسلامٍ وأمن واعترافٍ متبادل. ونجدد دعمنا لكافة الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق هذا الهدف وندعو جميع الأطراف إلى العمل من أجل السلام والاستقرار في المنطقة.
وشكراً، السيد الرئيس.