تلقيه الآنسة مها حرقوص سكرتير أول
السيد الرئيس،
بدايةً أشكر الممثلة الخاصة للأمين العام، السيدة روغوابيزا على إحاطتها الشاملة بشأن آخر التطورات في جمهورية أفريقيا الوسطى. ونرحب بمشاركة معالي سيلفي بايبو-تيمون، وزيرة خارجية جمهورية أفريقيا الوسطى وممثل جمهورية أنغولا في اجتماعنا اليوم. وفي ضوء التطورات الأخيرة في البلاد وأنشطة بعثة مينوسكا، سأتطرق في بياني إلى ثلاث نقاط:
أولاً، يجب أن تظل حماية المدنيين في صدارة أي استجابة أمنية.
فقد شهدت هذه الفترة مواصلة الجماعات المسلحة أنشطتها التي تُلحِق الأذى بالمدنيين في كافة أنحاء جمهورية أفريقيا الوسطى، لاسيما في شرق البلاد، كما أن الاستخدام المتزايد للذخائر المتفجرة يتسبب بأضرارٍ جسيمة على المجتمعات ويعيق جهود حماية المدنيين.
إن الاحصائيات بشأن تأثير الأوضاع الأمنية على المدنيين صادمة، فبين عامي 2021 و2023، زادت حالات العنف الجنسي المرتبطة بالنزاع إلى أكثر من الضعف مقارنةً بالفترة المشمولة بالتقرير السابق. كما تضاعف عدد الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال- بمقدار ثلاث مرات تقريبًا في نفس الفترة. إن هذا الأمر يُحتّم ضرورة العمل على كسر هذه الحلقة المفرغة من العنف المتكرر عبر اتباع نهجٍ عاجلٍ وشامل، يركز على منع تصاعد العنف، ومعالجة الأسباب الجذرية للنزاع.
ونؤكد على الدور الهام الذي تضطلع به بعثة مينوسكا خاصة من حيث حماية المدنيين والعمل عن كثب مع حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى للتصدي للتهديدات الأمنية، مع تقديرنا للتضحيات التي تقدمها قوات البعثة لدعم السلام في بيئة صعبة. ونتطلع في هذا السياق، إلى المشاركة بشكل بنّاء في المفاوضات المقبلة بشأن ولاية البعثة.
ثانياً، من المهم إعطاء الأولوية للحوار الشامل عبر تنفيذ الاتفاق السياسي للسلام والمصالحة وخارطة الطريق المشتركة للسلام.
فالحوار ضروري لإحراز تقدم على مسار المصالحة الوطنية وإيجاد حلول سلمية للتوترات المجتمعية. ويجب كذلك إيلاء اهتمام خاص للتداعيات الخطيرة الناجمة عن خطاب الكراهية والتحريض على العنف، خاصة وأن البلاد تستعد لإجراء الانتخابات في العام المقبل.
ونشدد على أهمية استمرار الدعم الإقليمي لجهود السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى، بما في ذلك الدعم المقدم من الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا والمؤتمر الدولي المعني بمنطقة البحيرات الكبرى. كما نرى أن تواصل حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى مع دول الجوار لمعالجة الشواغل الأمنية المرتبطة بأمن الحدود بشكلٍ مشترك يعد خطوة مهمة للحفاظ على أمن هذه الدول جميعها.
ثالثاً، يجب إيلاء اهتمام خاص للأوضاع الإنسانية المتردية في البلاد، إذ يحتاج أكثر من نصف السكان إلى الحصول على المساعدات الإغاثية، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد ارتفاعاً حاداً في أسعار الوقود والسلع الأساسية، مما يفاقم الظروف الاقتصادية الصعبة. ويحدث هذا بالتزامن مع نزوح ما يقرب من نصف مليون شخص داخلياً، إلى جانب استضافة البلاد للاجئين من الدول المجاورة.
وأود أن أؤكد في هذا السياق على أهمية وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، ونشكر بعثة مينوسكا على جهودها الدؤوبة لتسهيل وصول هذه المعونة، وتأمين المواقع التي يتواجد فيها النازحين واللاجئين، والمساعدة في بناء البنية التحتية الإنسانية. كما نحث كافة الأطراف المعنية على تسهيل عمل المنظمات الإنسانية لدورها الهام المنقذ للحياة، ونشدد على أهمية حماية العاملين في المجال الإنساني وموظفي الأمم المتحدة، بموجب القانون الدولي الانساني.
ومن الضروري أيضاً العمل على تحسين الأوضاع الإنسانية عبر اتباع نهجٍ شامل يعالج التحديات الاجتماعية والاقتصادية ويعزز قدرة المجتمعات على الصمود.
وفي الختام، تدعم دولة الإمارات كافة الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى وتتضامن مع شعبها في سعيهم لتحقيق السلام والازدهار.
وشكراً السيد الرئيس.