مشاركة

تلقيه السيدة أميرة الحفيتي نائبة المندوبة الدائمة

السيدة الرئيسة،

بدايةً، أشكر الممثل الخاص السيد وان على إحاطته بشأن آخر التطورات المتعلقة بانسحاب بعثة مينوسما من مالي، والتي نراها مهمة لإبقاء المجلس على اطلاعٍ بتفاصيل هذه العملية. وأشكر كذلك السيدة أبويا على احاطتها القيمة، وأرحب بمشاركة المندوب الدائم لمالي في اجتماع اليوم.

السيدة الرئيسة،

نُقدر جهود الأمم المتحدة وقيامِها خلال وقتٍ قصير بإعداد خُطَة الانسحاب وتسليم المهام بالتعاون مع مالي، وبما يتَّسق مع قرار مجلس الأمن 2690. ونرى أن الفترة المُقبلَة ستكون حاسمة من حيث تنفيذ خطَة الانسحاب بشكلٍ كامل وفعّال لتفادي أي آثارٍ سلبية قد تُعرقل مسار السلام في مالي أو تَضُر بأمِن واستقرار المنطقة، ولتمهيد الطريق لتحديد طبيعة الدور الذي يمكن أن تضطلع به الأمم المتحدة مُستقبلاً لدعم مالي على نحو هادف بعد انسحاب البعثة.

 وفي سياق مناقشتنا اليوم، أود تسليط الضوء على ثلاثة جوانب:

أولاً، إن ضمان انسحاب بعثة مينوسما على نحوٍ منظمٍ وآمن يعتمد في جوهره على التعاون والتنسيق المتواصل بين السلطات المالية والأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية الأخرى. وتؤكد دولة الإمارات على أهمية استمرار المشاورات الجارية بين جميع الأطراف لضمان تسليم المهام بسلاسة وإزالة أي عوائق قد تعرقل عملية التنفيذ، بما يساهم في حماية المكاسب التي حققها الماليون، جنباً إلى جَنب مع بعثة مينوسما وغيرهم من الشركاء الدوليين.

ومع بدء تنفيذ عملية الانسحاب والإغلاق التدريجي لمعسكرات مينوسما ونقل مهامها إلى الحكومة المالية، تبرز أهمية ضمان تسليم هذه المعسكرات والمعدات التابعة للبعثة بشكلٍ آمن ووفقاً لإجراءات الأمم المتحدة والتزاماتها المتبادلة مع مالي. ولابد في هذا السياق من مُعالجَة الشواغل الناشئة، لتجنب أي حوادث أمنية كتلك التي سبقت انسحاب البعثة من معسكر بير. ونؤكد هنا على ضرورة متابعة وتعزيز التخطيط الاستباقي للمخاطر للحفاظ على سلامة قوات حفظ السلام والمدنيين.

وفي سياقٍ متصل، يجب عدم تجاهل خطورة المعلومات المضللة والخاطئة والتي ينبغي معالجتها من خلال تعزيز الاتصالات الاستراتيجية للبعثة مع الجهات المعنية، واستمرار تواصلها مع السكان المحليين.

ثانياً، إن حماية المدنيين وسلامتهِم من المسائل التي يجب مواصلة التركيز عليها، فانسحاب البعثة يأتي في وقتٍ يعاني فيه المدنيون في مالي، ومنطقة الساحل بِرُمَّتِها، من تهديدات العنف من قبل الجماعات الإرهابية وتحديات أمنية أخرى. لذلك، يجب أن تظل حمايتهم إحدى الأولويات الرئيسية لجميع الأطراف المعنية، إذ نثق هنا بأن السُلطات المالية ستبذل قصارى جهدها في هذا الشأن.

وفي سياق تزامن انسحاب مينوسما مع تفاقم الاحتياجات الإنسانية التي ارتفعت حتى الآن بنسبة 17% منذ العام الماضي وفقاً لأوتشا، نرى أنه من المُشجع بقاء “فريق الأمم المتحدة” في مالي، ومواصلة دعمه للمجتمعات المحلية. ولهذا، تدعم دولة الإمارات جهود فرق العمل الإنسانية والإنمائية التابعة للأمم المتحدة لإعادة هيكلة تواجدها في مالي.

ثالثاً، إن إعادة الالتزام بالحوار أمرٌ جوهري لتنفيذ اتفاق السِلم والمُصَالحة، والذي يظل أساسياً لتحقيق الاستقرار المنشود في مالي. ولهذا، تحث دولة الإمارات جميع الأطراف على تأكيد التزامهم باستئناف حوارٍ هادف، باعتباره السبيل الأنجع لحل الخلافات وتهدئة التوترات. كما أنه يتيح الفرصة لبناء الثقة، ويساهم في إحياء لجنة المتابعة والآليات الأخرى المسؤولة عن ضمان التنفيذ الكامل للاتفاق. ونؤكد في هذا الصدد، على دعمنا لجهود الوساطة الدولية.

ومن جانبها، تواصل دولة الإمارات دعوتها لأهمية إحراز تقدمٍ في عملية الانتقال السياسي، بما يشمل العمليات الانتخابية المقبلة والمتفق عليها مع الإيكواس. ونتطلع إلى الدور الذي سيضطلع به مكتب الأمم المتحدة لغرب إفريقيا والساحل في دعم العملية السياسية في مالي.

وختاماً، تؤكد دولة الإمارات على دعمها للجهود الإقليمية والدولية الأخرى التي تهدف إلى مساعدة مالي على تحقيق السلام والاستقرار.

وشكراً، السيدة الرئيسة.