مشاركة

يلقيه سعادة السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوبة الدائمة

السيد الرئيس،

أود أن أتقدم بالشكر للممثلة الخاصة، السيدة بينتو كيتا، على إحاطتها الشاملة، وعلى جهودِها ودورِها الريادي في تنفيذ ولاية بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو “مونسكو”، كما استمعنا باهتمام إلى إحاطة السيدة جوليان ليسنغي، ونرحب بمشاركة ممثلي جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وبوروندي في هذه الجلسة.

أود أن أركز في بياني على الجوانب الأمنية والسياسية والإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية، نشدد على أهمية وقف التصعيد، لاسيما مع تصاعد التوترات في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بسبب الهجمات العنيفة المتزايدة التي تشنها الجماعات المسلحة. كما نؤكد على ضرورة بذل جميع الجهود التي من شأنها ضمان أن تتخلى الجماعات المسلحة عن أسلحتها، بما في ذلك عبر إحراز تقدم في تنفيذ “برنامج نزع السلاح والتسريح وإنعاش المجتمعات وتحقيق الاستقرار”.

ونعرب بشكل خاص عن قلقنا إزاء أوضاع النساء والفتيات في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، نظراً لكونهن الأكثر عُرضةً لمخاطر الأوضاع الأمنية المتردية. وتدين دولة الإمارات في هذا الإطار كافة أشكال العنف الجنسي، ونؤكد على ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الجرائم، بما في ذلك إمكانية إخضاعهم للعقوبات بموجب الفقرة 7 (هـ) من القرار 2293.

ويتطلب تحسين الأوضاع الامنية إتاحة الوقت وإفساح المجال أمام قادة جمهورية الكونغو الديمقراطية والبلدان المجاورة لتبادل الآراء والتوصل إلى تفاهمات مشتركة بشأن كيفية التصدي للتهديدات المتزايدة التعقيد التي تشكلها الجماعات المسلحة، كما تبقى المبادئ الواردة في “إطار السلام والأمن والتعاون” أساسيةً لتحقيق هذه الغايات.   وفي سياق الاجتماع الثالث لرؤساء الدول، المُنعقد بتاريخ 20 يونيو في نيروبي، نؤكد على أهمية مواصلة الجهود لتعزيز التعاون الإقليمي وإحلال السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

ويتطلب تحقيق الاستقرار على المدى البعيد التصدي للأسباب الجذرية للنزاعات، لا سيما في ضوء التقارير الأخيرة عن تصاعد خطاب الكراهية والتحريض على التمييز في جميع أنحاء البلاد، والتي أدانها المستشار الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية، إذ نشيد هنا بكافة الجهود المبذولة للتصدي لهذه التحديات وترسيخ ثقافة التسامح والتعايش السلمي في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنها المبادرات التي تقودها بعثة “مونسكو”.

وبالمثل، نؤكد على ضرورة أن يضاعف المجتمع الدولي من جهوده للاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، فكما توضح مختلف تقارير الأمم المتحدة، يحتاج ما يقرب من ثُلث سكان البلاد إلى تلقي المساعدات الإنسانية، فضلاً عن ارتفاع معدلات النزوح القسري بسبب استمرار أعمال العنف. ولابدَّ أيضاَ من ضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وسلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة ومَرافِقِها.

وختاماً، أجدد تأييد دولة الإمارات المستمر لبعثة ” مونسكو”، ونؤكد على أهمية تواجد البعثة في جمهورية الكونغو الديمقراطية لردع أنشطة الجماعات المسلحة، كما أن تعاونَها مع جميع الأطراف السياسية المعنية يبقى محورياً، لاسيما للمساعدة في ضمان تهيئة بيئة مؤاتية للانتخابات المقبلة. وفي سياق انسحاب البعثة من مقاطعة تانغانيكا وفقاً للقرار 2612، نتطلع الى مواصلة البناء على المكاسب التي حُققت. كما تدعم دولة الإمارات جميع الجهود التي تساهم في تخفيف معاناة شعب جمهورية الكونغو الديمقراطية ومساعدة البلاد على إحلال سلامٍ مستدام.

وشكراً، السيد الرئيس.