أشكر السيدة بنتو كيتا، الممثلة الخاصة للأمين العام في جمهورية الكونغو الديمقراطية على إحاطتِها الشاملة. وأُرحب بمشاركة المندوب الدائم لجمهورية الكونغو الديمقراطية في اجتماعنا اليوم ونتقدم بالتهنئة لبلاده على انضمامها اليوم لمجموعة شرق أفريقيا.
وأود أن أنتهز هذه الفرصة لمشاركة زملائي في الإعراب عن خالص عزائِنا ومواساتِنا لشعب وحكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وعائلات ضحايا الهجمات الأخيرة التي شُنَّت في إيتوري وكيفو الشمالية.
تؤكد هذه الهجمات أنَّ تحقيق سلامٍ مستدام يتطَلّب الاستمرار في التصدي للتحديات الأمنية المعقدة والمُتَرابِطة التي تواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية، لاسيما في المنطقة الشرقية. وفي مقدمة هذه التحديات، التي فاقَمَت بدورها الأوضاع الإنسانية الهشة، استمرار العنف بين المجتمعات، وانتشار خطاب الكراهية، وارتفاع حالات العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، فضلاً عن الاتْجار غير المشروع بالموارد الطبيعية والجريمة العابرة للحدود.
وفي هذا السياق، تؤكد دولة الإمارات على أهمية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، والتخفيف من تأثير العنف على الفئات الأكثر عُرضةً للضرر. وعليه، فإنن معالَجَة التحديات الأمنية يتطلب أنْ تبقى مسألة حماية المدنيين في محور الجهود التي تبذُلُها كافة الجهات المعنية، وتجدر الإشارة هنا الى ضرورة توفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني. ونعرب في هذا السياق عن قلقنا إزاء استمرار الهجمات ضد موظفي الأمم المتحدة، ومن ضمنِهِم المعنيين بحماية المدنيين. كما ينبغي التركيز بشكلٍ خاص على وضع النساء في المناطق التي تَشهد تصاعداً في العنف لضمان حصولِهن على الدعم والحماية اللازمين.
علاوة على ذلك، من المهم البناء على التعاون القائم بين جمهورية الكونغو الديمقراطية والدول المجاورة والشركاء الإقليميين، والذي يتجلى من خلال المؤتمر الدولي المعني بمنطقة البحيرات الكبرى، والمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا. ويُعَد اتباع نهجٍ إقليمي متكامل أمراً مهماً للتصدي للتحديات الأمنية المشتركة، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية، والتعاون الاقتصادي، حيث سَتُساهِم كافة هذه الجهود في تحقيق الأمن والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية والمنطقة بأكملها.
وفيما يتعلق ببعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو)، ثَمَّةَ ما يبعث على التفاؤل في ظل استمرار تعاونِها مع الحكومة لتنفيذ الخطة الانتقالية للعام الفين وواحد وعشرين إلى ألفين وثلاثة وعشرين. وننضم إلى الآخرين في التأكيد على الدور الهام لبعثة مونوسكو في دعم جهود الحكومة، بما في ذلك عَبْرَ الاستمرار في تمكين النساء وتعزيز مشاركتِهن بشكلٍ كامل وهادف ومتساوٍ في العملية السياسية.
وختاماً، وفي سياق تعهدنا بتسليط الضوء على تنفيذ القرار ألفين وخمسمئة وخمسة وستين خلال رِئاستِنا للمجلس، نَوَد الإشارة إلى التحديات التي تواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية في ظل تفشي جائحة كوفيد-تسعة عشر، فكما تشير التقارير الأخيرة، هناك ارتفاع في حالات الإصابة بالفيروس، في الوقت الذي تصل فيه نسبة الأشخاص الحاصلين على اللَّقاح إلى أقل من واحد بالمئة. وعليه، ندعو المجتمع الدولي إلى تكثيف جهودِهِ لدعم جمهورية الكونغو الديمقراطية في الاستجابة للجائحة وتخفيف الأعباء عن النظام الصحي فيها.
وشكراً،