مشاركة

شكراً، السيدة الرئيسة، على عَقدِ هذا الاجتماع الهام والمُلِح. ونشكر أيضاً وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب السيد فلاديمير فورونكوف على الإحاطة القيّمة والشاملة.

السيدة الرئيسة،

تُدين دولة الإمارات بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي شنّها تنظيم داعش الإرهابي على سجن الصناعة في محافظة الحَسَكَة. لقد تسبّبت هذه الهجمات في نزوح ما يقارب 45 ألف شخص داخلياً، من بينهم العديد من النساء والأطفال. كما أدّت إلى وقوع ضحايا وتدمير البُنية التحتية، مما فاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في سوريا. كما نُعرب عن قلقنا البالغ حول استخدام داعش للأطفال كدروع بشرية، في انتهاكٍ صارِخ للقانون الدولي.  

تؤكد هذه الهجمات الأخيرة أنّ حَربنا ضد هذا التنظيم لا تزال مُستمرة، وأنّه ينبغي مواصلة البناء على التقدم الملموس الذي أَحرَزَه المجتمع الدولي ضد داعش في سوريا والعراق. ونؤكد هنا على ضرورة السعي لقطع مصادر التمويل عن داعش، واستنزاف قُدُراته العسكرية مع وضع حد لعمليات تجنيد المقاتلين وبث الخطاب المتطرف. لابد أيضاً من مواصلة التصدي للأساليب التي يطورها والاستراتيجيات التي يستخدمها، مثل شَنّه الهجمات على السجون، سعياً منه لإعادة بسْط نفوذه.

وبِدورها، لن تَدَخِرَ بلادي أي جُهد لمكافحة الجماعات الإرهابية حول العالم سواء داعش أو غيرها، بما يتفق مع القانون الدولي. فكَما شهدنا مؤخراً، وصَلت التهديدات الإرهابية مراحل شديدةْ الخطورة في المنطقة، لاسيما من حيث استخدام الجماعات الإرهابية للتكنولوجيا والأسلحة المتطورة لاستهداف المدنيين والبُنية التحتية المدنية كما حَصلَ في بلادي مؤخراً.

إنّ هذه التحديات تُحَتم علينا تَضافُر الجهود الدولية والعمل معاً بشكل حثيث ومشترك لمنع التطرف ومكافحة الإرهاب والقضاء عليه كلياً، سواء في سوريا أو خارجها، لصون السلم والأمن الإقليميّين والدوليّين.

وختاماً، السيدة الرئيسة، نُؤكد على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا بشكلٍ مستدام، وبما يُلبّي تَطلُعات الشعب السوري الشقيق ويُوفّر له العيشَ في وطنٍ آمنٍ ومُستقر وخالٍ من التطرف والإرهاب.

وشكراً.